علمت «الصباح» ان التحقيقات الأمنية والقضائية في قضية العدادات الكهربائية التابعة للشركة التونسية للكهرباء والغاز التي تعرضت للسرقة والاتلاف تشهد تطورات من الوزن الثقيل قد تطيح برؤوس أخرى بينها موظفون ومسؤولون في «الستاغ»، اضافة الى توسع دائرة السماعات الامنية لتشمل- بمقتضى انابة تكميلية- ما لا يقل عن 1072 شخصا يعتقد انهم شاركوا في الجرم المنسوب للمشتبه بهم الرئيسيين الذين اودع خمسة منهم السجن بينما احيل ثلاثة آخرين بحالة تقديم. ووفق المعطيات المتوفرة فان اعوان منطقة الامن الوطني ببوحجلة وفي اطار مكافحة جرائم الحق العام والتصدي لعمليات السرقة بكل أنواعها توفرت لديها معلومة مفادها تعرض مواطن قاطن بمنطقة ريفية بأحواز معتمدية سيدي عمر بوحجلة لسرقة غريبة، اذ قام مجهولون بالاستيلاء على العداد الكهربائي التابع لمنزله. وبسماع اقوال المتضرر على سبيل الاسترشاد أكد انه يوجه شكوكه نحو شخص قاطن بنفس المنطقة، والذي تبين انه من ذوي السوابق العدلية، وبناء على ذلك اولى أعوان فرقة الشرطة العدلية ببوحجلة الموضوع اهمية قصوى خاصة وان معلومات تتداول منذ سنة 2017 حول تعرض عدادات كهرباء(حجز 65 عدادا) تابعة للشركة التونسية للكهرباء والغاز للسرقة في ظروف غامضة. حالة تلبس باشر المحققون الابحاث في القضية، وراقبوا تحركات المشتبه به الرئيسي في كنف السرية الى ان ألقوا القبض عليه رفقة شقيقه داخل سيارة بحالة تلبس وبحوزتهما عداد كهرباء، وباقتيادهما الى المقر الأمني حاولا المراوغة والتضليل ولكن بتقدم التحريات الحينية معهما وفحص هاتف احدهما تبين ان له معاملات مشبوهة مع فني مختص في اصلاح المحركات والمضخات الكهربائية. وبتضييق الخناق عليهما اعترفا انهما كانا ينويان التفريط في عداد الكهرباء بالبيع للفني المشار اليه بعد ان حددا معه موعدا بمقهى بالجهة، فتحول الاعوان الى المقهى المذكور على جناح السرعة حيث أوقفوا المشتبه به، وبتفتيش سيارته تفاجأوا بوجود ستة عدادات كهربائية اضافة لتجهيزات وقطع غيار تابعة لل»ستاغ»، وامام توفر القرينة المادية لادانته وضبطه بحالة تلبس لم يجد حلا سوى الاعتراف باقتنائه لتلك العدادات المسروقة. وبمزيد التحرير عليه ذكر أنه اندمج منذ نحو عام ونصف في هذا النشاط المشبوه حيث كان يقتني العدادات المسروقة من الشقيقين ويقوم بتركيبها بالتنسيق مع عون بالشركة التونسية للكهرباء والغاز فرع نصر الله الذي يبدو انه كان يتعاون في هذا النشاط مع عون ثان بالشركة تابع لفرع القيروانالمدينة. إرسالية فضحت الحقيقة بالتنسيق مع النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالقيروان أوقف المحققون عوني»الستاغ»، وبالتحري معهما انكرا جملة وتفصيلا ما نسب اليهما، وتظاهرا بخلو ذهنهما مما ينسب لهما، ولكن بفحص هاتف احدهما حجز اعوان فرقة الشرطة العدلية إرسالية صادرة عن احدهما فضحت اندماجه في هذا النشاط المشبوه. وكشفت المعطيات التي تحصلت عليها «الصباح» ان كل طرف في هذه الشبكة له دور محدد اثنان منهم وهما الشقيقان يقومان بعملية سرقة العدادات من المنازل، اما الفني في المضخات فدوره اقتناء هذه العدادات وربط الصلة بين عوني الستاغ وفلاحين لتغيير عداداتهم بأخرى لاخفاء القيمة الحقيقية للاستهلاك مقابل مبلغ مالي، فمثلا يربط الصلة مع فلاح بلغت فاتورة استهلاكه للكهرباء نحو عشرة آلاف دينار فيتم اقناعه ب«حرق» العداد القديم وتغييره بآخر مسروق لا تتجاوز ارقام الاستهلاك المسجلة فيه عشرات الدنانير، مع دفع مبلغ تحت الطاولة. 8 مليارات خسائر ووفق المعلومات المتوفرة فان افراد العصابة اقترفوا عددا كبيرا من العمليات المماثلة في أربع معتمديات بولاية القيروان وهي بوحجلة ومنزل المهيري ونصر الله والشراردة، ما خلف الى حد كتابة هذه الاسطر خسائر بنحو ثمانية ملايين دينار للشركة التونسية للكهرباء والغاز فيما ينتظر ان ترتفع مع تقدم الابحاث الامنية والتحقيقات القضائية التي من المنتظر ان تشمل موظفين آخرين بالستاغ ومسؤولين اضافة لسماع حوالي 1072 شخصا يرجح انهم شاركوا بطريقة أو بأخرى في هذا الجرم أو تضرروا منه. صابر