يعيش نداء تونس أيام بعد انعقاد مؤتمر نداء تونس والذي انبثق عنه "شقين" الأول بقيادة حافظ قائد السبسي كرئيس للجنة المركزية والثاني بقيادة سفيان طوبال رئيسا للجنة المركزية "أزمة قيادة"، وكلّ جهة تتمسك بشرعيتها القانونية وتعتبر أنّ الجهة المُقابلة "انقلابية" و"غير شرعية" ولن تتمكن من مواصلة "مُخططها". حول هذه النقاط، تحدّثت "الصباح نيوز" مع كلّ من الأمين العام للنداء "شق الحمامات" عبد العزيز القطي والمدير التنفيذي للأمانة العامة لنداء تونس "شق المنستير" خالد شوكات. أزمة نداء تونس.. التقييم شوكات وان اعتبر انّ حزبه يعيش أزمة إلا أنه أكّد أنّ "الوضع غير مقلق" لأنّ الأزمات تزيد من فرص التعلّم، مُشيرا إلى أنّ "الأزمة التي يعرفها حزبه مُتعلقة بمجموعة من النّواب الذين يريدون الاستيلاء على الحزب ومركز القرار لضمان بقائهم في البرلمان". كما قال شوكات إنّه "يعتقد أن نواب الحزب على ذمة الحزب وليس العكس"، مُضيفا: "محاولات مجموعة الحمامات وقمرت الانقلابية باءت بالفشل ومثل هذه المحاولة ستنتهي بالفشل وقوامها 14 نائبا يعرف الندائيون في غالبيتهم اداءاهم المُتعثر برلمانيا وسياسيا وبدل الاعتراف بهذا التعثر والاعتصام بحبل حزبهم ارادوا ان يستولوا عليه دون وجه وسيتعلمون في القريب العاجل درسا اتمنى أن يستخلصوا منه العبر.. فمنطق "الغورة" ووضع اليد و"الشلّة لا ينفع في هذا السياق السياسي والتاريخي الذي نعيشه". أمّا عبد العزيز القطي، فاعتبر أنّ ما يحصل داخل نداء تونس اليوم لا يعدو أن يكون سوى "عملية تشويش وانقلاب" على مخرجات "المؤتمر الديمقراطي الانتخابي للحزب" الذي استكملت أشغاله في مدينة الحمامات برئاسة رئيسة المؤتمر المنتخبة، مُضيفا: "من لم يعترف بنتائج المؤتمر التي أفرزت قيادة شرعية فلأنه وجد نفسه أقل ولم يستطع فرض موقفه.. وجرحى المؤتمر بقيادة حافظ قائد السبسي الذي تمسك بأحقيته في قيادة الحزب وان كان ذلك ضد ارادة المؤتمرين لكن المؤتمر اتم أشغاله وانتخب قيادة جديدة للحزب همّها الأوّل "إعادة النداء الأول التاريخي". كما أشار القطي إلى أنّ " التشويش الحاصل اليوم سينتهي"، مُوضحا: "ننتظر ان نبدأ عملية التواصل والاتصال المباشر مع قواعد الحزب وتبقى الكلمة الفيصل للقواعد الملتفة حول قيادة الحزب الشرعية والمنتخبة في الحمامات"، داعيا الطرف المُقابل أي _"شقّ المنستير"_ إلى الانضباط والمساهمة في انجاح العملية القادمة للحزب من استعدادات للاستحقاقات الانتخابية القادمة وإعادة لم شمل النداء". أزمة نداء تونس.. الحل وفي نفس السياق، تحدّث القطي عن الحلول المُمكنة لحلحلة "أزمة النداء بعد المؤتمر الانتخابي"، قائلا: "مُنفتحون على الحلول المُمكنة ولكن في اطار الشرعية.. فالنداء حسم خلافاته والعوائق بعد المؤتمر الشرعي.. واليوم هنالك التفاف للمؤتمرين حول القيادة الشرعية التي ستحسم في عمليات التشويش.. واليوم كذلك العمل متواصل مع القواعد.. وسيكون هنالك حل لتجميع الندائيين ومن يقومون بالتشويش سيتفطنون انهم يسلكون نهجا خاطئا". من جانبه، قال شوكات ان "اجتماعات قمرت والحمامات اجتماعات مُوازية وغير قانونية والجانب الشكلي قبل المضمون فيها غير سليم"، مُضيفا: "نحن موجودون في مقر الحزب المركزي ومقراته الجهوية.. والمجموعة الانقلابية هي على الهامش والنداء واحد فقط ونداء تونس سيستمر بالكفاءة والنزاهة ونظافة اليد والبرنامج الانتخابي". وفي سياق متصل، أفاد خالد شوكات أنّ هنالك 14 شخصا من بين أعضاء المكتب السياسي في "المجموعة الانقلابية" فيهم 4 عناصر قيادية قادت الانقلاب وهؤلاء حسابهم مع اللجنة القانونية ولجنة النظام وستُتخذ الاجراءات اللازمة في شأنهم أما البقية فعند تقديمهم لاعتذاراتهم للقيادة القانونية للحزب فانه سيتم النظر في ملفاتهم حالة بحالة وهؤلاء مُغرّر بهم"، قائلا: "لن يستمر الوضع ونحن مطمئنين وليس مضغوط علينا نعتبر انفسنا الشرعية ومن لديه غير ذلك فأمامه القضاء خاصة وأنّ موقفنا القانوني سليم". برنامج الحزب في الفترة القادمة وبالنسبة لبرنامج الحزب في الفترة القادمة، فأعلن شوكات أنّ للحزب برنامج في الفترة القادمة وستكون الانطلاقة بتركيز كلّ من مكتب المجلس الوطني للمرأة، المجلس الوطني للشباب، مكتب المجلس الوطني، مكتب المجلس الوطني لإدارة الهياكل بالخارج، مكتب الأكاديمية السياسية، مكتب مجلس الكفاءات، مكتب مجلس التكوين، مكتب ادارة الانتخابات، ومكتب مجلس الحكم المحلي. كما قال شوكات انه سيتمّ نهاية الأسبوع الحالي عرض مسودة وثيقة حول الانتخابات. وفي هذا الإطار، قال شوكات إنه سيتمّ الانطلاق قريبا في استشارة وطنية لاختيار افضل المترشحين للانتخابات التشريعية كما سيتمّ العمل على الانطلاق في صياغة برنامج الحزب الانتخابي والذي سيقوم على 3 كلمات مفاتيح تتمثل في ما يلي: "مكافحة الفساد واستكمال الاصلاحات الكبرى وإطلاق المشاريع الكبرى" والتي ستكون "المُحدّدات لمشروع بناء البرنامج الانتخابي لنداء تونس". عبد العزيز القطي بدوره، اعتبر ان الاستحقاق الانتخابي والنظر في هيكلة الحزب والاجتماع بالقواعد من أهمّ برنامج الحزب للفترة القادمة. وأوضح القطي: "بدأنا العمل.. وانطلقنا باجتماع القيروان حيث كان اجتماعا جماهيريا إخباريا سيلحقه اجتماعات أخرى وستكون ناجحة وبمشاركة هامة للقواعد الندائية.. وقريبا الانطلاق في مشاورات لتجميع العائلة الندائية أولا والانفتاح على الاحزاب القريبة". وفي نفس السياق، قال القطي إنّه سيُسجّل نهاية الأسبوع الجاري انعقاد اجتماع اللجنة المركزية للحزب بهدف تشكيل اللجنة الوطنية للانتخابات وكذلك الجهوية مع العمل على إعادة هيكلة الحزب استعدادا لاستحقاق الانتخابي القادم، مُشيرا إلى أنّه سيتم أيضا "الحديث حول كيفية الاستعداد لهذا الاستحقاق وخارطة الطريق للفترة القادمة والمساهمة في الحياة الوطنية عبر التشجيع على التسجيل في الانتخابات القادمة. ماذا لو لم يتم التوصل الى توافق؟ وفي سياق آخر، وحول ما سيترتب عن تواصل أزمة النداء، أفاد القطي أنّه لا يوجد أيّ اشكال حاليا بالنداء وأنّ "الأقلية المُشوّشة ستفهم انها معزولة وليس لها أيّ امتداد"، قائلا: "اليوم ليس من صالح الأقلية أن تبقى معزولة.. وسنعمل على ايجاد الحلول في اطار الشرعية.. وحافظ قائد السبسي عضو في المكتب السياسي واللجنة المركزية وعليه فإنه يلتزم بمخرجات المؤتمر من اختيار لقيادة النداء.. فنداء تونس لكل التونسيين ويجب المُساهمة في البناء والذهاب لارجاع النداء الاول". من جانبه، قال خالد شوكات: "من يريد إقناعنا بأنّ القضية كبيرة والأزمة خانقة فنقول له أننا نُقدّر الازمة بحجمها الحقيقي دون مُبالغة.. وواثقون بانها ستجد حلها في الوقت المناسب.. ولا نخاف بأننا نترشح أم لا في الانتخابات المُرتقبة وسنصل إليها في وقتها وبحينها.. وواثقون من ان الحزب سيصل المرحلة الانتخابية بسلام وسينافس بجدية منافسيه.. كما سيكون الحزب بأيدي أمينة ونزيهة ونظيفة يثق بها الرأي العام".