مثل اليوم أمام الدّائرة الجنائيّة المتخصّصة في العدالة الإنتقاليةبالمحكمة الابتدائيّة بتونس المنسوب إليهم الإنتهاك في قضية الشهيد عبدالرؤوف العريبي. قاسم عيسى سجين سياسي سابق كان ينتمي الى حركة الإتجاه وكشف الإسلامي (النهضة حاليا) بشهادته انه يوم 11 ماي 1991 اثرايقافه بسبب انتمائه للحركة وأودع بالغرفة رقم 9 في دهاليز وزارةالداخلية صحبة الشهيد وقد كان شاهدا على اللحظات الأخيرة له مضيفا أنالظروف المعيشية داخل زنزانات الداخلية كانت صعبة للغاية وكان الظلاميخيّم على المكان مضيفا أنه بعد بحث الشهيد وجلبه الى الغرفة رقم 9لاحظ عليه آثار عنف كبيرة بعموده الفقر وكافة أنحاء جسده حتى أصبح غيرقادر على المشي مما اضطر جلاديه حمله في اليوم الموالي داخل لحاف لبحثهفي الطابق العلوي بوزارة الداخلية ثم جلبه بعد ذلك الى الغرفة رقم 9وتركه على تلك الحالة السيئة. وسرد الشاهد بشهادته الحالة السيئة التي كان عليها الشهيد بعد كل مرة يتمفيها تعذيبه تعذيبا وحشيّا إذ كان يئن كثيرا ويتألم بشدّة حتى أنه أصبحغير قادرا على الكلام مضيفا أن الشهيد وقبل يوم من وفاته أعلمه أنهسيفارق الحياة قائلا له "استحفظو على رواحكم أنا راني مش نموت". وتابع بشهادته مبيّنا أن الشّهيد قبل أن يفارق الحياة قدم طبيب السجنفي ساعة متأخرة من الليل وعاين حالته الصحّية ثم غادر المكان مسرعاوأعلم الجلاّدين بذلك فقدموا على جناح السرعة ونقلوا الشهيد الى ساحةالسجن وكان المسكين يئن ويعاني من صعوبة في التنفّس وفي اليوم المواليتعكّرت حالته أكثر فأكثر وقدم طبيب السجن مرة أخرى وعاينه وتأكد أنهيحتضر وقد أعلم الجلادين بذلك. وتجدر الإشارة أن المنسوب اليهم الإنتهاك في هذه القضية 32 شخصا بينهمعبد الله القلال، بن علي، أمنيين سابقين...