تلقت "الصباح نيوز" مقال رأي من الدكتور سامي جلول حول سياسات ايران التي بدا يضيق عليها الخناق بعد ان مر الضغط من الجانب الامريكي ليتوسع الى الجانب الفرنسي. وفي ما يلي نص المقال: يبدو ان الخناق بدأ يضيق على ايران بعد ان مر الضغط من الجانب الامريكي ليتوسع الى الجانب الفرنسي بعد التحرك العاجل لمجلس النواب الفرنسي الذي عقد مؤتمرا خاصا بسياسات طهران وإستراتيجيتها المساندة للحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان وحماس في فلسطين على حساب الحكومات الشرعية وحتى الدولة ذاتها... سياسات ايران المهددة لاستقرار منطقة الخليج وغيرها جعل مجلس النواب الفرنسي يعقد يوم 21 جوان الجاري مؤتمر اشرف عليه الخبير في الشؤون الجيوسياسية فيدريك انسال حول "ارتفاع حدة التوتر في منطقة الخليج العربي-الفارسي ودور ايران" وذلك بحضور عدد كبير من الطلبة والبرلمانيين من نواب اليمين واليسار ورجال الدين والسياسة. وقد تطرق الحضور الى الوضع المتوتر جدا في المنطقة وخطورة هذا الوضع على المنطقة وعلى الملاحة البحرية العالمية التي تمر اغلبها من مناطق التوتر الخليجية والتي تبقى تحت مرمى مجموعات متشددة تقودها عن بعد بعض الاطراف والدول هذا الى جانب خطورة هذا التوتر وانعكاساته على الاقتصاد العالمي باعتبار ان النسبة الاكبر من منتوجات الطاقة تمر عبر هذه المنطقة. دور ايران المشبوه جعل البرلمان الفرنسي يوجه اصابع الاتهام اليها معتبرا اياها المحرك الرئيسي للتوترات في المنطقة وتمت المطالبة بوضع حد ل "تصرفات إيران المزعزعة لأمن واستقرار الخليج، من خلال محاولة الهيمنة على ممرات المياه وموارد النفط ومحاولاتها لتقويض أمن المنطقة". ودعا النواب الفرنسيون حكومتهم وحكومات الاتحاد الاوروبي وهياكله إلى ضرورة "التدخل لحماية المصالح الفرنسية والاوروبية وحتى العالمية في المنطقة، في ظل مواصلة طهران سياساتها العدائية خاصة في اليمن عبر دعم ميليشيات الحوثي بالمال والسلاح والعتاد، واستهداف السفن ومصافي النفط والسعي للهيمنة على الشرق الأوسط. وطالب النواب الفرنسيون حكومة بلادهم والاتحاد الأوروبي بممارسة مزيد من الضغوط على إيران لوقف عبثها بأمن واستقرار المنطقة وافتعال الأزمات، وخلق الخصوم والأعداء. ان حوادث استهداف سفن ومواقف نفطية خليجية مثلما كان الحال بالنسبة لما جرى قبالة ساحل الإمارات أو داخل المملكة العربية السعودية، أو في العراق، حث الاوروبيين على التأكيد ان الحوادث إذا تكررت لن تكون انعكاساتها فقط على دول المنطقة، بل على جميع دول العالم؛ لأنها تعتمد على 40 في المائة من صادراتها النفطية على دول الخليج"، مؤكدين أن "ردود الفعل لا يجب أن تكون فردية، ولا بد أن تكون رسمية وفورية من جميع دول العالم". وأكد النواب الفرنسيون أن "استهداف ناقلتي نفط يمثل منعطفاً خطيراً في أمن النقل والتجارة عبر أهم ممر بحري للعالم؛ إذ يمر عبره ما بين 15 إلى 20 مليون برميل يومياً من النفط الخام والغاز المسال والغاز الطبيعي والمنتجات البترولية إلى أسواق العالم"، مضيفين: "يجب أن يكون هناك دور للمجتمع الدولي في حماية وضمان أمن الإمدادات للعالم". ان التصعيد لن يكون في مصلحة إيران بالدرجة الأولى؛ لأن المستفيد من التجارة من الخليج العربي هو الأسواق الواعدة في آسيا وخاصة منها الصين والهند واليابان وتايلاند والفلبين وغيرها، على عكس الولاياتالمتحدة الأميركية، التي انخفضت حاجتها إلى النفط، وبدأت تصدر". وقال فرانسوا لونكل رئيس لجنة الخارجية في البرلمان الفرنسي: إن "الوضعية الحالية مع إيران مقلقة وخطيرة، رغم أن لا أحد يعلم حتى الآن مدى مسؤوليتها عن الهجمات التخريبية التي تعرضت لها السفن لعدم وجود أدلة قاطعة، لكن علينا الحد من خطورتها؛ لذلك نعمل بمعية دول معتدلة مثل المملكة العربية السعودية من أجل تكثيف الضغوط لتعود إيران إلى رشدها وتتراجع عن تصرفاتها وتحترم - رغم التراجع الأمريكي - التزاماتها بشأن برنامجها النووي". وعن أسباب دخول إيران حرباً بالوكالة في اليمن، قال النائب الفرنسي: إن "النظام الإيراني يرغب في السيطرة على البحر الأحمر، والتحكم في مرور خمسة ملايين برميل نفط يومياً، وتهديد دول المنطقة"، لافتًا إلى استخدام النظام الإيراني لمراكب صغيرة في توصيل الأسلحة إلى متمردي الحوثي، من أجل الإفلات من الحصار الدولي الراهن". وخلال الندوة تناول الكلمة أيضًا مجموعة من الباحثين والأكاديميين الفرنسيين المتخصصين في الشأن الإيراني، بهدف تنوير نواب البرلمان الفرنسي، بشأن مخططات طهران المزعزعة لاستقرار الدول، بينهم فريديريك أنسيل رئيس المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية الذي تناول بالدرس والتحليل الدعم الإيراني لما أسماه "المحور الثلاثي لحرف الحاء"، ويضم ثلاثة أقطاب هي: "الحوثيون، وحزب الله، وحماس" على حد قوله. وتحدث فريديريك أنسيل رئيس المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية عن دعم مالي يقدر بنحو 100 مليون دولار تقدمها طهران سنويًّا لحركات جهادية، متهمًا النظام الإيراني بتمويل الانقسام الفلسطيني والعمل على استمراره واستدامته، من خلال دفع الأموال لصالح حركة حماس على حساب السلطة الفلسطينية. وبخصوص لبنان، قال الباحث والأكاديمي الفرنسي الشهير: إن تمويل إيران لميليشيات حزب الله يدخل في إطار سياسة طهران "العدائية" تجاه الدولة اللبنانية. ان الأدلة والوثائق تكشف تورط إيران في دعم الحوثيين وغيرهم من المليشيات المتشددة بالأسلحة والألغام الأرضية والعبوات الناسفة ..وهذا لا يهدد سلم المنطقة فحسب بل السلم العالمي ككل..لذلك وجب تحرك الحكومات للضغط على طهران حتى ترفع يدها عن المنطقة وتنأى بنفسها عن بث الفتنة والاقتتال والفوضى خاصة في منطقة الخليج الاستراتيجية سياسيا واقتصاديا على المستوى العالمي ككل.