ينهي غدا الأربعاء المنتخب الوطني التونسي مشاركته في الكأس الإفريقية لكرة القدم بخوض المباراة الترتيبية ضد المنتخب النيجيري والذي ستكون بنسبة كبيرة المباراة الأخيرة للفرنسي الان جيراس على رأس النسور بما أن اهل القرار في الجامعة وعلى رأسهم وديع الجريء قد اتفقوا على ازاحته لا بسبب الأخطاء التي ارتكبها طوال المنافسة فحسب بل وخاصة لطباعه الحادة وعدم سهولة التأثير في قرارته نتيجة شخصيته القوية والتي تجسدت أكثر من مرة خاصة مع يوسف المساكني الذي لم يكن مقتنعا بتشريكه وهو ما يفسّر تغييره في أكثر من مناسبة. وفي انتظار أن يجد جماعة الجامعة الطريقة المثلى لاستبعاد جيراس، انطلق الحرس القديم في العمل سرا وجهرا وفي قرع طبول العودة لقيادة المنتخب. حيث علمنا أن المدرب السابق للنسور نبيل معلول قد انطلق في تجنيد معاونيه في محاولة لا تبدو مستحيلة للعودة للمنتخب الذي كان قد فضّل عليه الدحيل القطري بعد مشاركة كارثية في مونديال روسيا. معلول وبعد دخوله في بطالة مطولة إثر اقالته من تدريب الدحيل، يعمل هذه الفترة على استغلال فتور العلاقة بين جيراس ورئيس الجامعة وقربه الكبير من الجريء من أجل تجديد العهد مع المنتخب وقد ينجح فعلا في تحقيق مراده خاصة وأنه يملك لسان اقناع رهيب كما يمتلك جيشا لا يستهان به ممن يجيدون تحويل الفشل إلى نجاحات. وبين اقالة جيراس وعودة معلول أو تعيين مدرّب جديد، يبقى التساؤل مشروعا عن التوقيت الذي ستتخلى فيه الجامعة عن الرعوانية وسياسة التعيين بالأهواء والمحاباة وعن موعد القيام بتقييمات موضوعية لأسباب الفشل وعدم تحقيق الأهداف تشفع باختيار دقيق لمدرب المنتخب مع منحه الوقت وخاصة السلطة والصلاحيات للقيام بحملة تطهير كاملة سيكون بعدها المنتخب قادرا على فرض كلمته افريقيا بعد أن ظل مكبلا في الفترة الماضية بسطوة بعض اللاعبين الذين لم يعد لهم مكان في المجموعة.