قال اليوم الخميس المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المؤقت إنّه يجب أن توضع النقاط على الحروف. وأضاف خلال كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح أشغال الحوار الوطني في جولته الثانية تحت راية اتحاد الشغل بأنّ الشعب التونسي متجانس وتعدّدي ككلّ الشعوب وتعدديته جزء من ثرائه، قائلا : "لا مجال لإنكارها أو قمعها بأيّ صنف من أصناف العنف.. ولذلك يجب أن نقبل بالآخر سواء كان حدثيا أو سلفيا أو إسلاميا دون شيطنته أو اعتباره حدثا طارئا يمكن التخلص منه أو إبقاؤه في وضعية دونية". وأكّد أنّ كلّ التونسيين تحت راية العلم الواحد، مضيفا : "لا أفهم أن يمارس أيّ نوع من التمييز على المواطنين بسبب طريقة ممارستهم لدينهم أو بسبب لباسهم". كما عبّر عن رفضه منع المنقبات من اجتياز الامتحانات في المؤسسات الجامعية وأن ترتهن بذلك حسن سير الامتحانات بعناد مقابل عناد . ومن جهة أخرى، قال المنصف المرزوقي : إنّ "الدولة تعترف بحق الضمير واللباس للجميع وبحق كل التونسيين حتى الذين يصنفون أنفسهم كسلفيين في أحزاب سياسية تنشط في العلن وفي إطار القانون. لكن في المقابل على الجماعات السلفية أن تقبل بنفس الحقوق لبقية التونسيين وإن ارتأت الدعوة لطريقتها في فهم الإسلام وممارسته فيجب أن يكون ذلك بعيدا عن منطق الإكراه". كما تطرّق المرزوقي إلى مسألة الإرهاب، قائلا : "إن جزءا كبير من الشباب الذي التحق بالإرهاب هو شباب مرّ من خانة الجريمة والمخدرات والبطالة والسجن. هل تساءلنا لماذا شكل التشدد الديني والدخول في منظومة الإرهاب نوعا من تبييض الوضع الاجتماعي والانتقال الفوري من وضع دوني إلى توهم وضع فوقي ؟ هل تساءلنا لماذا عجزنا نحن في توفير فرصة لهذا الشباب لكي يجد في الديمقراطية وحقوق الإنسان كرامته وفرصة لإثبات الذات في مجتمع مفتوح على كل الآمال ؟". وللإشارة، فإنّه وعلى خلفية ما صرّح به المرزوقي حول رفضه منع المنقبات من اجتياز امتحاناتهم غادر عدد من المشاركين في أشغال الحوار الوطني المؤتمر ومن بينهم آمنة منيف رئيسة جمعية كلنا تونس وكذلك جوهر بن مبارك منسق عام شبكة دستورنا.