لا يختلف اثنان على مدى ما يمكن ان تنجر عنه جائحة " الكورونا " من تداعيات سلبية على الاوضاع الاجتماعية بعموم البلاد حيث بدات ملامح هذه الانعكاسات تبرز للعيان من خلال المعاينات و الاصداء التي وصلتنا و لا تزال من بعض الاطراف المتضررة جراء الوضع الراهن على غرار اصحاب المهن الهشة و العاملين في مختلف القطاعات الخاصة لا سيما منهم اصحاب المحلات التجارية الذين فقدوا مواطن رزقهم تبعا للقرارات و الاجراءات التي اعلنتها الدولة توقيا من انتشار وباء الكورونا . هذه الاجراءات القانونية باتت تمنع شريحة ثانية من التجار من الانتصاب بالسوق الاسبوعية بقفصة التي تتزامن مع يوم الأربعاء ( غدا ) و ذلك للاسبوع الثاني على التوالي و هو ما يجعل من الافلاس امرا محتوما في حال تواصلت هذه الازمة بحسب وصف التاجر ( ص . لشخم ) الذي اعرب لنا عن شديد قلقه حيال هذا الوضع مضيفا ان " شبح المجاعة بات ماثلا امام ناظريه في ظل غياب الاموال الكفيلة بالانفاق على افراد اسرته التي تتالف من 6 انفار " . الاسراع بتنفيذ القرارات المعلنة في سبيل دعم الفئات الهشة و اصحاب المهن الحرة التي تضررت خلال هذا الظرف الحساس الذي تمر به بلادنا دفع بعدد كبير من هذه الشريحة الاجتماعية الى مطالبة الدولة بتحمل مسؤولياتها تجاههم و الاسراع بتجسيد الاجراءات المعلنة في اقرب الآجال و هو المطلب الذي رفعه احد المستجوبين بخصوص تداعيات الوضع الاجتماعي الراهن جراء ظاهرة الكورونا و هو عامل يومي في قطاع البناء ( م . اللافي ) معللا رأيه بما وصفه بالمعاناة التي بات يواجهها منذ اكثر من اسبوع نتيجة بطالته القسرية في ضوء توقف شركة مقاولات الاشغال التي يعمل بها عن النشاط متسائلا عن موعد صرف المنح المصرح بها لفائدة هذه الشريحة و عما من شانها ان تفي بحجم متطلبات الحياة اليومية ؟.. موقف آخر اتخذ منحى تصعيدي في حال تواصلت الاوضاع على ما هي عليه اعرب عنه احد التجار المنتصبين بالسوق البلدية علي البلهوان حيث خلص الى ان الامر بات لا يطاق في ظل البطالة المفروضة عليه و على جميع زملائه بعد غلق محلاتهم التجارية تبعا للقرارات الاخيرة حيث لم يستبعد امكانية اللجوء الى فتح متاجرهم امام العموم و " كسر الحصار " حسب وصفه على عدد كبير من التجار بما يمكنهم من فتح ابواب الرزق امام عائلته و توفير قوتهم . التاجر ( ص . ابراهمي ) ختم حديثه معنا بالقول " لقد نفذ صبرنا حيال الوضع الحالي .. الكرة في ميدان القائمين على الشأن العام جهويا و مركزيا للحد من تداعيات الكورونا .. امٌنوا لنا قوتنا و الا فسنفتح ابواب محلاتنا امام العموم درءً للخصاصة و لمجابهة ما هو اسوء .." . علامات القلق و الانزعاج بدت واضحة في نفوس شريحة هامة من متساكني مدينة قفصة جراء الوضع الحالي الذي يصفه كل من حاورناهم من ضعاف الحال و التجار و العاملين اليوميين بكونه صعبا و يتطلب التدخل الناجع من المخاوف و يزيح كابوس المجاعة من مخيلة هذه الفئات الاجتماعية التي نقلنا هواجسهم و طرحنا افكارهم عبر " الصباح نيوز " فهل تتحرك السواكن و تُنفذ الوعود في سبيل انفراج قريب ؟؟..