السؤال: ما حكم السهو في الصلاة ؟ الجواب: رئيس مشيخة جامع الزيتونة المعمور الشيخ الدكتور منير الكمنتر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد، فقد ورد إلينا السؤال التالي: - ما حكم السهو في الصلاة ؟ . والجواب عن هذا السؤال نقول وبالله تعالى التوفيق: سجود السهو عبارة عن سجدتين يقوم بهما المصلي، لتعويض الخلل الذي حصل في الصلاة نتيجة السهو، وشرع سجود السهو للتيسير على المسلمين في حال حدث خلل ما في صلاتهم، فلا يجب على المسلم إعادة الصلاة، ويكتفي بسجود السهو . أما دليل مشروعيّة سجود السَّهو فقد ورد على لسان أبي هريرةَ -رضي الله عنه- أنّه قال: "صلَّى بنا النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - الظُّهرَ أو العصرَ، فسلَّمَ على رأس ركعتين، فقال لهُ ذو اليديْنِ: أقصرت الصّلاةُ يا رسولَ الله أَم سهوت؟ فقال النبيُّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- لأصحابِهِ: أَصحيح ما يقولُه ذو اليدين؟ قالواْ: نعم. فصلَّى ركعتيْنِ أُخرَيَيْنِ، ثمّ سجدَ سجدتيْنِ. وقال سعدٌ: ورأيتُ عروةَ بنَ الزّبيرِ صلَّى من المغربِ ركعتيْنِ فسلَّمَ، وتكلَّمَ، ثمّ صلَّى ما بَقِيَ، وسجد سجدتيْنِ، وقال: هكذا فعل النبيُّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ. أما حكم سجود السَّهو في نهاية الصَّلاة فهو سُنَّة عند المالكيّة، فمَن أتى به نال الثواب والأجر، ويجبُر سجوده هذا الخلل الواقع في الصّلاة، سواءً كان قبل السلام، أم بعده، أو فيه، أما لم يأت به فلا يناله أيّ عقاب أو سيّئات. وأحوال الساهي في الصلاة ثلاثة : أولها: أن يسهو عن فرض من فرائضها كسجدة مثلاً، فهذا لا يجبره سجود السهو، بل لا بد من الإتيان به إذا أمكن تداركه وإلا بطلت صلاته، فالمطلوب الإتيان بالفرض المنسي ثم السجود للسهو. ثانيها: أن يسهو عن فضيلة من فضائل الصلاة كقنوت الفجر أو تحميدة أو تكبيرة من تكبيرات الانتقال، فلا سجود عليه في شيء من ذلك كله. ثالثها: أن يسهو عن سنة مؤكدة كالسورة بعد الفاتحة، أو الجهر أو السر في محلهما، أو التشهد الأول مثلاً؛ فهذا الذي يجبره سجود السهو. وفي هذه الحالة الثالثة يكون سجود السهو قبل السلام إذا كان بسبب نقص في الصلاة أو بسبب شك في أمرين، لم يرجح أحدهما على الآخر، ويكون بعد السلام إذا كان بسبب زيادة في أداء الصلاة، أو اجتمع الزيادة والنقص، كمن ترك التشهد الأول ثم قام إلى خامسة - سجد قبل السلام ترجيحاً لجانب النقص . ويسجد المأموم أيضا مع الإمام للسهو السجود القبلي إن أدرك معه ركعة فأكثر وإلا فلا، والمسبوق لا يسجد مع الإمام السجود البعدي بل يؤخره حتى يفرغ من صلاته، ثم يأتي به بعد سلامه هو . أما صفة سجود السهو فعند المالكيّة أن يسجد المصلّي قبل السلّام سجدتَين مثل سجدتَي الصّلاة بعد التشهُّد والصّلاة على النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم- ، ويُسَنّ التّكبير للانتقال، ويُسَنّ التشهُّد بعدها، ثمّ يُسلّم وجوبًا ، ويقول فيهما مثلما يقول في سجود الصلاة "سبحان ربي الأعلى".