تمسك عماد الدايمي، الأمين العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية ، بضرورة التصويت على قانون تحصين الثورة المثير للجدل بين مؤيد بحماس ومعارض بقوة. وقال الدايمي لصحيفة الشرق الأوسط: «نحن متمسكون بالتصويت على هذا القانون، وأن يكون النظر في فصوله متواصلا داخل المجلس التأسيسي»، مشيرا إلى أن تأجيل الحسم في هذا القانون «أمر غير مقبول»، على حد تعبيره. واتهم الدايمي مجموعات ضغط متعددة بمحاولات تعطيل عملية تمرير القانون أمام أعضاء المجلس. وأشار الدايمي إلى ضغوط داخلية وخارجية وتهديدات صدرت عن قيادات سياسية ربطت بين تمرير هذا القانون وإمكانية خلق مناخ سياسي يؤدي إلى التناحر السياسي. وعد مناقشة قانون تحصين الثورة بأنه أصبح موضع تخويف وتهديد وتهويل، على حد قوله. ونفى الدايمي، ، أن يكون المقصود بقانون تحصين الثورة أي طرف سياسي بعينه، وقال إن هذا القانون طرح منذ أكثر من سنة ونصف السنة، وقبل أن يقع تأسيس بعض الأحزاب السياسية على غرار حركة نداء تونس. وذكر أن الطرف السياسي الوحيد المقصود من إقرار هذا القانون هو حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل، وقال إن منع أنصار النظام السابق من النشاط السياسي كان ولا يزال مطلبا من أهم مطالب التونسيين الذين ثاروا ضد منظومة الاستبداد والفساد. وأضاف موضحا: «لا يحق لأي كان مهما كانت حساباته السياسية وأطماعه الانتخابية أن يخون مطالب الثورة»، على حد تعبيره. وأضاف: «لن يسمح لمن طرد من الباب أن يعود إلى الساحة السياسية من الشباك». وبشأن إمكانية تمرير هذا القانون وحصوله على أغلبية أصوات البرلمانيين، قال الدايمي إن أغلبية أعضاء المجلس التأسيسي يدعمون هذا القانون، وهو يحظى كذلك بأغلبية في الشارع التونسي. وقال إن الأطراف السياسية التي ترفض قانون تحصين الثورة هي نفسها الساعية حاليا إلى الاستفادة من الآلة «التجمعية» خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع تنظيمها قبل نهاية سنة 2013. وكان مشروع قانون تحصين الثورة الذي عرض في جلسة عامة أمس أمام المجلس التأسيسي قد أثار جدلا واسعا بين مؤيدين يعتبرونه أحد أهم مطالب الثورة، ويشمل الأمر حركة النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحركة وفاء وبعض النواب المستقلين في البرلمان، وبين رافضين لاعتماده باعتباره يمثل عقابا سياسيا جماعيا مخالفا للمعاهدات الدولية في مجالات حقوق الإنسان. وذهبت بعض القيادات السياسية إلى حد تشبيهه بالخطيئة وبنزع الجنسية عن التونسيين (الشرق الاوسط)