تحدّثت "الصباح نيوز" في مقال سابق عن خفايا حياة المفتي الجديد للجمهورية الدكتور حمدة سعيد. وقد اشرنا إلى أنه كان من بين اعضاء مجلس النواب سنة 1989 على قائمة نابل. وعودة إلى هذا الخبر وفي أوّل تصريح له لوسيلة إعلامية منذ تعيينه رسميا مفتيا للجمهورية خلفا لعثمان بطيخ، أفاد سعيد "الصباح نيوز" أنه تم تعيينه في مجلس النواب سنة 1989 ضمن قائمة التجمع لنواب نابل ولم يعلم بذلك الخبر إلا يوم صدور القائمة، مضيفا "والله يعلم بماذا شعرت حينها". وقال انه خلال الحملة الإنتخابية كان المواطنون يرغبون في الإستماع الى خطبه ومداخلاته التي تتسم بالمصداقية مما جعل المشرفين على التجمع حينها يتمسكون باستغلال شعبيته ويدعونه لتحمل المسؤولية معهم. كما بين أنه أقسم في جميع إجتماعات الحملة الإنتخابية حينها على أن يقول الحقيقة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. وفي نفس السياق، أضاف أنّ المشرفين على التجمع في ذلك الوقت كانوا دوما يتجنبون حدوث مصادمات معه وكان يؤكّد دوما أنه لا ينوب رئيس الجمهورية ولا رئيس مجلس النواب ولا الولاّة ولا المعتمدين وإنما هو إمام يستمد نفوذه وسلطته من رسول الله (ص) وشريعة الإسلام. وقال أيضا أن أحد الصحفيين في فترة نيابته سأله مستغربا عن أسباب انتمائه لحزب رئيسه يقول أنه حامي الحمى والدين فكانت اجابته أن ذلك كان على مستوى الشعار لا الواقع وهو ما جعل عبد الرحيم الزواري يستدعيه لمقر التجمع "ليحاكمه"، مضيفا " حينها قلت له سأواصل مهمتي في المنبر الجديد كما كنت في المنبر القديم وسأواصل دعوتي الى الله". ودعا سعيّد المواطنين الى الإطلاع على مداخلات مجلس النواب عندما كان من بين أعضائه والتي استمرت طوال الفترة الفاصلة بين سنوات 1989 و1994،وقال أيضا :" في مداخلة لي في مجلس النواب سابقا عقّّب عليّ عفيف شيبوب (شقيق سليم شيبوب) وقال لي أنت دخلت من الشباك وليس من الباب". وأكد أن توضيحه مسألة انتمائه للتجمع سابقا ليس في إطار المغالطة أو محو الماضي، مشيرا إلى أنّه تمّ عزله سنة 1996 من الإمامة. سعيد مفتيا للجمهورية أما عن أسباب تعيينه مفتيا للجمهورية فأرجع ذلك لصراحته وتمسكه بالقول الحسن والدعوة الى الله بالموعظة الحسنة.وأضاف "أنا مشفق ومتحرج من هذا المنصب لأنه عبئ ثقيل وأتمنى أن يوفقني الله فيه...لقد خلقت لأكون خادما لكتاب الله وشرع الله وسنة الرسول (ص)". رسالة سعيد للشعب التونسي وعن رسالته للشعب التونسي ، قال " أمنيتي ورسالتي وهدفي أن أرى الشعب التونسي موحّدا ومتضامنا نختلف ولكن نتناقش ...كما يجب أن نكون متكاتفين ولا يجب أن تكون هناك دعوة الى الفتنة والخروج بما لا يرضي رسول الله( ص) ...ولا يجب أن نرفض الحوار بالموعظة الحسنة والحكمة ويجب أن يكون لنا هدف واحد هو مصلحة تونس وأن نعلم أن الإنحرافات تؤدي الى الإنقسام والتمزّق". موقف سعيد من المظاهرات وحول موقفه من الدعوات المتكررة للخروج الى الشارع والتظاهر أكد أنه لا ينكر على أحد أن يعبّر عن رأيه بطريقة ديمقراطية. وقال" إذا كانت المظاهرات سلمية لا أستنكر أن تكون هذه الطريقة وسيلة للتعبير أما اذا كانت تهدف الى ادخال الفتنة في البلاد وإثارة الفوضى فهذا أمر لا يرضاه أي شخص".