تستعد منطقة رابعة العدوية، شرقي العاصمة المصرية القاهرة، حيث يعتصم مطالبون بعودة الرئيس المقال محمد مرسي إلى الحكم، اليوم الجمعة لاستقبال حشود المتظاهرين في مليونية "الزحف"، عبر إدخال تغييرات في اللافتات والصور وتصميم المنصة الرئيسية لتؤكد على أن هدف الاعتصام هو "استعادة الديمقراطية واسترداد الثورة"، وليس مجرد عودة الرئيس المقال. واختار منظمو المليونية اسم "الزحف" لدعوة مؤيدي مرسي في جميع محافظات مصر إلى الزحف إلى القاهرة، للانضمام إلى المعتصمين؛ بهدف إظهار حجم التأييد للرئيس المقال، والضغط على الجيش المصري ليسحب بيانه الذي أصدره يوم 3 جوان الجاري، وأطاح فيه بمرسي، بحسب منظمين للاعتصام في حديث للأناضول. وتنطلق فعاليات المليونية عقب أداء صلاة الجمعة، سواء فيما يخص المسيرات التي ستتوجه إلى "رابعة العدوية" أو إلقاء قادة الاعتصام لكلمات يعلنون فيها عن خطوات جديدة أو ما يخص خروج مسيرات من مكان الاعتصام إلى أماكن أخرى. وظهرت ملامح تغيير في الاعتصام تتجه نحو التأكيد على أن الاعتصام هو امتداد لمطالب ثورة 25 جانفي 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وخاصة رفض الاستبداد و"الحكم العسكري". فقد انتشرت في ميدان رابعة العدوية صور لضحايا ثورة 25 جانفي إلى جانب صور ضحايا أحداث الحرس الجمهوري، التي قتل فيها العشرات من المتظاهرين برصاص الجيش خلال تظاهرهم للمطالبة بعودة مرسي أمام نادي ضباط الحرس الجمهوري فجر الإثنين الماضي. وبينما تقول جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها مرسي، إن من بين القتلى أطفال، يردد الجيش أن قواته تعرضت لهجوم وكانت في موقف الدفاع عن النفس، نافيا وجود أطفال بين القتلى. كما ظهر ذلك في تغيير تصميم المنصة (مكان إلقاء الكلمات على الحاضرين)، حيث باتت اللافتة الرئيسية لها تؤكد على أن الهدف هو تحقيق الديمقراطية، حيث مكتوب عليها "ضد الانقلاب"، و"مع الديمقراطية"، إضافة إلى صور مرسي باعتباره "الرئيس المنتخب". وامتلأت الشوارع المتفرعة من رابعة العدوية بلافتات تضع الرئيس الأسبق، حسني مبارك، ووزير الدفاع الحالي، عبد الفتاح السيسي، الذي أطاح بمرسي، كخصوم لثورة 25 جانفي. ومن المنتظر أن ينصب المنظمون شاشات لعرض فعاليات المليونية في الشوارع الجانبية المتفرعة من مكان الاعتصام؛ نظرا للحشد الكبير المتوقع حضوره. ومنذ مساء أمس، بدأت أعداد المعتصمين في التزايد، فيما شهدت الساعات الأولى من اليوم وصول أعداد كبيرة من محافظات الجنوب والدلتا. وانتشرت حالة من التفاؤل بين المعتصمين داخل الميدان، وقال البعض إن هذا اليوم هو يوم الزحف الذي سيقول فيه الشعب كلمته برحيل وزير الدفاع الذي أطاح بمرسي.