كنّا انفردنا يوم أمس الأحد بنشر خبر مفاده أنّ نبيل القروي صاحب قناة نسمة كان وراء لقاء زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي ونظيره بنداء تونس الباجي قائد السبسي. وعودة لتفاصيل هذا الخبر، نفى لنا منذر زويوش القيادي والمناضل بحزب التكتل من أجل العمل والحريات، والمقرب من بن جعفر ومدير إدارة المقر المركزي للحزب بمونبليزير، صحة هذا الخبر مؤكّدا أنّ من كان سببا وراء انعقاد اللقاء بين رئيسي الحزبين المؤثرين في تونس هو مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي والأمين العام للتكتل. وبين أنّ دور بن جعفر كان أساسيا في الفترة الأخيرة وتمثل في جمع كلّ الفرقاء وتقريب وجهات النظر في ما بينهم ولمّ الشمل من أجل تونس وخطط لكل اللقاءات التي انعقدت لما يحظى به من تقدير من قبل الجميع، مضيفا : "بن جعفر أكّد يوم أمس في اجتماع المجلس الوطني للتكتل أنّ حزبه اليوم تونس ولا غير تونس الذي يجب أن يجتمع حولها الجميع". كما قال محدّثنا أنّ بن جعفر وإجابة عن سؤال أحد المشاركين يوم أمس في اجتماع المجلس الوطني الاستثنائي حول حلّ التأسيسي أكّد أنه بصدد القيام بمحاولة إرضاء كلّ النفوس ومقابلة مختلف الأطراف داعيا الجميع لمحو ثقافة الأحزاب والتجمع حول تونس، وأضاف أنّ بن جعفر أكّد كذلك أنّ الجميع انتهجوا طريقه وبصدد العمل من أجل البحث على توافق واسع للخروج بكلمة واحدة تخدم مصلحة تونس وتخرجها من الأزمة الحالية، وأضاف أنّه اقترب من الحلّ للخروج من هذا الوضع. هذا وأشار محدّثنا أن بن جعفر انتهج هذا الطريق "المشروع" منذ نهاية شهر رمضان الماضي، وقال أيضا ان حزب التكتل هو حلقة الوصل التي تربط بين مختلف الأحزاب لما يتميز به من مصداقية وثقة لدى الجميع على عكس ما يتداول في الساحة السياسية، مبينا في نفس السياق أنّ كلمة بن جعفر مسموعة لدى الجميع. ويذكر أنّ لقاء الباجي قائد السبسي براشد الغنوشي رافقه الكثير من الغموض خاصة وأنّ الحزبين المعنيين لم يدليا بأي معلومة عن اللقاء الذي دار في فرنسا الخميس الماضي وحاولا نفي ذلك في وسائل الإعلام إلا أنّ النهضة ت ونداء تونس اصدرا مساء يوم السبت الماضي كل على حدة بيانيين حول اللقاء دون الخوض في تفاصيله وأسباب اختيار فرنسا كنقطة التقاء. وللإشارة فإنّ فرنسا لطالما كانت في عيون الساسة البلد الذي يلعب دور الوسيط كلما حلت أزمة بتونس، ولكن في الأسبوع الماضي ظهر على الساحة الوطنية وسيط جديد قال البعض إنه مفوض من قبل فرنسا حتى لا تظهر في الصورة ألا وهو ألمانيا. وفي جهة أخرى، وردا على ما تداولته اليوم بعض الوسائل حول أنّ مصطفى بن جعفر اقترح تشكيل حكومة جديدة يترأسها وتعيين أحمد نجيب الشابي رئيسا للمجلس التأسيسي وعلي العريض في قصر قرطاج، نفى محدثنا صحة الخبر قطعيا. وللتذكير فانّ بن جعفر قال أمس الاحد في افتتاح أشغال المجلس الوطني لحزب التكتل انه لمس من خلال الحوارات واللقاءات الثنائية التي أجراها مؤخرا مع الفرقاء السياسيين بعد قراره تعليق أشغال المجلس استعدادا من لدنهم لمواصلة الحوار الوطني حول المسائل الخلافية، مشيرا إلى أنّ الاسبوع المقبل سيكون "أسبوع الامل والحلول" بعد أن أخذت الحوارات الثنائية الوقت اللازم وبعد أن لمس استعدادا لتقديم التنازلات وتقريب وجهات النظر من طرف أغلب مكونات المشهد السياسي. هذا وتنعقد اليوم الإثنين سلسلة من اللقاءات الثنائية ومن بينها لقاءات ثنائية في الاتحاد العام التونسي للشغل يشرف عليها الأمين العام حسين العباسي، هذا بالإضافة إلى اجتماع مبرمج مساء اليوم لجبهة الإنقاذ الوطني. فهل يكون اليوم تاريخ انتهاء الأزمة الحالية بالبلاد التي أثرت سلبا في الوضع الاقتصادي وجعلت وكالات التصنيف الائتماني تعيد تصنيف ترقيم بلادنا؟ وهل يكون بن جعفر فعلا الشخص الذي سيجد حلا للأزمة الراهنة؟ هذا ما ستكشفه لنا الساعات أو الأيام القادمة.