أكد أمس «منذر زويوش» من حزب «التكتل» ل«التونسية» ان يوم الثلاثاء القادم سيكون حاسما وسيعلن عن بقاء «التكتل» في «الترويكا» من عدمه، مشيرا إلى ان إجتماع المكتب السياسي لحزب «التكتل» لا يزال مفتوحا على كل الإحتمالات وان المشاورات على قدم وساق. وكشف «زويوش» ان بقاء «التكتل» في الإئتلاف الحكومي رهين تغيير وزيري العدل والخارجية وتعويضهما بكفاءات وطنية وأنه لا يشترط ان يكونا من «المؤتمر» أو «التكتل» بل حتى من أحزاب أخرى ، وقال ان قرار الحزب التلويح بالإنسحاب من «الترويكا» لم يكن اعتباطيا وليس مجرد مناورة سياسية بل خدمة لمصلحة تونس وانه يأتي للحدّ «من هيمنة «النهضة»» على وزارات السيادة واعتمادها سياسة التعيينات القائمة على الولاءات». وأشار إلى انه لوحظ هيمنة «النهضة» على عديد الوزارات، وأن «الأخطر من ذلك ان علاقتنا بشركائنا الإقتصاديين بالغرب متدهورة إلى جانب التقصير في أداء وزارة الخارجية «مؤكدا أن الرئيس الفرنسي أجل زيارته إلى تونس لهذا السبب. أما في ما يتعلق بأداء وزارة العدل فقال زويوش ان «لا أحد ينكر تململ اغلب المنتمين للقطاع من تدخل الوزير في شؤون القضاة ورؤساء المحاكم». وأضاف : «لا يمكن الوصول إلى موعد الإنتخابات القادمة بمثل هذا الأداء المهزوز والذي أثر على علاقتنا بأوروبا وكذلك علاقتنا بدول الجوار مشيرا الى ان الجزائر استقبلت «الباجي قائد السبسي» و كان محل حفاوة كبيرة خلافا للقادة الحاليين». وقال «زويوش» ان مآل النظام الأوحد والحزب الذي يحكم بمفرده الفشل ولا يمكن ان يستمر لفترة طويلة ،مضيفا ان هذه الطريقة في التسيير سبق و تم تجريبها في تونس ولكنها لم تنجح . وحول ردّه عما اذا كان هذا التهديد مجرد «مناورة سياسية» خاصة أن «التكتل» ظل صامتا لفترة طويلة قال: «التكتل» لعب دورا مهما في الكواليس وأثناء أغلب نقاشاته مع الحكومة وأيضا في المجلس التأسيسي وكان فاعلا في تصحيح العديد من المسائل ،لكن هذا الدور لم يخرج للعلن لأن «التكتل» طالما اعتبر ان ما يقوم به مسائل داخلية تناقش على طاولة المفاوضات،واليوم بما ان سمعة تونس في الخارج والداخل أصبحت على المحك فلا بد من إحداث تغيير حقيقي أو «زلزال سياسي» . وشدّد منذر على أن «التكتل» لن يتراجع في مطالبه وأنه جاد في التلويح بالإستقالة وعلى أن ما طرح ليس «مناورة سياسية»، موضحا أن «التكتل» و«المؤتمر» عند انضمامهما إلى «الترويكا» اتفقا على جملة من المبادئ وأنه للأسف لم يتم احترامها وأن هناك ابتعادا واضحا عن هذا المسار. وأكد «زويوش» ان «حكومة الجبالي» لم تخذل شريكيها في الحكم، وانها كانت دائما في الاستماع و ترنو إلى تأسيس دولة مدنية وإتباع مسار ديمقراطي لا يقوم على الإقصاء والتهميش، لكن للأسف مجلس الشورى داخل حركة «النهضة» لديه توجه آخر ويرغب في اسداء تعليماته للحكومة وهو ما يرفضه بشدة «التكتل» و«المؤتمر». وحول ما ترّدد عن إقالة مصطفى بن جعفر من المجلس الوطني التأسيسي قال: «ما قيل في هذا الإطار يدخل في إطار «اللعبة» السياسية وردّ الفعل بعد تلويح «التكتل» بالإنسحاب ،مضيفا في صورة حدوث ذلك سيقدم «بن جعفر» خطابا للشعب التونسي وهو مستعد لتقديم استقالته إذا اقتضت مصلحة تونس ذلك ،علما ان «النهضة» ليس لديها بديل حاليا.