انحرف النقاش داخل الجلسة العامة للمجلس التأسيسي عن موضوعه الرئيسي المتعلق بالقانون الداخلي للمجلس لتدخل الفاعة في حالة من الفوضى والاحتجاجات التي يبدو أنها كانت تتهيأ منذ أكثر من شهر بسبب استخدام بعض النواب القادمين من المهجر اللغة الفرنسية فقد اعترض النائب عمر الشتوي خلال الجلسة العامة للمجلس التأسيسي المنعقدة صباح اليوم,على تدخل النائبة كريمة سويد رئيسة قائمة التكتل بفرنسا,للحديث باللغة الفرنسية وهو ما أثار حفيظة النائب ليتطور الأمر إلى مناوشات اضطرت إثرها رئيسة الجلسة محرزية العبيدي إلى رفع الجلسة. الصباح نيوز بحثت في أمر هذه النائبة لتجد أنه سبق لها و قدمت احتجاجا (انظر الفيديو المصاحب)في جلسة 9 ديسمبر الفارط حين تجاهل رئيس اللجنة ملاحظة كتابية باللغة الفرنسية تقدمت بها كريمة سويد التي استنكرت تصرف رئيس اللجنة قائلة في تدخل علني موجهة الكلام لرئيس المجلس "ليس لديه الحق في عدم تمرير ملاحظتي"وقد بررت حينها كتابتها بالفرنسية بأن النواب يمثلون كذلك التونسيين بالخارج ممن لا يتقنون التحدث أو الكتابة بالعربية. وعادت النائبة كريمة سويد اليوم لتبرر في تصريح لل"صباح نيوز" بان سبب تحدثها بالفرنسية راجع لولادتها ونشأتها بفرنسا وهو ما أدى إلى عدم تمكنها من اللغة العربية.مضيفة أن والدتها كانت حريصة على أن تفرض عليهم التحدث بالعربية داخل البيت مؤكدة لهم أن الفرنسية و إن استعملت في المدرسة والشارع فعليهم أن لا يتحدثوا إلا العربية في بيتهم غير أن تكوينها بالفرنسية يحول دونها والحديث بالعربية الفصحى مشددة أن لا ذنب لها ولأمثالها من الجيل الثاني والثالث للهجرة. من جهتها كان تدخل محرزية العبيدي نائبة الرئيس رشيقا إذ قالت انه طالما لا وجود لترجمة فورية فعليه القبول بواقع الحال.غير أن السؤال الذي يظل مطروحا,هل سيتحول المجلس التأسيسي إلى مجلس للأمم المتحدة فتارة يتحدث احدهم بالعربية وطورا يتحدث أخر بالفرنسية,وماذا سيكون الحال لمن يمثلون التونسيين في ايطاليا وألمانيا والقارة الأمريكية ,هل سنسمح لهم بالحديث بتلك اللغات؟و ما الضير لواعد النائب مداخلته بمساعدة ممثلي حزبه لتجاوز هذه الإشكاليات؟