شهد الاحتفال بالذكرى الأولى لثورة 14 جانفي الذي التأم صباح اليوم بشارع الحبيب بورقيبة تموقعا غريبا للتيارات السياسية ففي الوقت الذي كان من المنتظر أن يجمع هذا اليوم كل الحساسيات السياسية في صف واحد اختار اليمين ممثلا في حركة النهضة وحزب التحرير أن يحتفل بالذكرى أمام المسرح البلدي بطقوس خاصة بهم في حين اختار اليسار ممثلا في حزب العمال الشيوعي وال"وطد " أن يتموقع حذو مقر وزارة الداخلية فقد تجمع الآلاف أمام المسرح البلدي رافعين شعارات إسلامية و أعلام تونس و فلسطين الى جانب أعلام لحركة النهضة و راية الخلافة الإسلامية.وكان جانب كبير من المتجمعين أمام المسرح من السلفيين و من أنصار حركة النهضة إلى جانب عدد كبير من المواطنين المتابعين وهتفت شعارات من قبيل "الشعب مسلم و لن يستسلم"و أخرى تنادي بالخلافة من قبيل"لا إله إلا الله والخلافة وعد الله".كما لم تغب القضية الفلسطينية عن الاحتفالات من خلال الهتافات المنادية"بالروح بالدم نفديك يا فلسطين". أما اليساريون ممثلون في الطلبة الوطنيون الديمقراطيون وحزب العمال الشيوعي بالأساس فقد رفعوا شعارات على غرار"حزب العامل والفلاح,سنواصل الكفاح" "صحّه اللّحية يا تجمع" كما شهدت الاحتفالات مشاركة عديد النقابات والجمعيات والنقابات كالجامعة العامة التونسية للشغل الذي ردد أعضاؤها شعار"النقابة حرّة حرّة و المناشد على برّة" رافعين صور فرحات حشاد و محمد علي الحامّي.كما نصبت قبالة وزارة الداخلية خيمة لجمعية خيرية تحت اسم "جمعية دار تونس"التي صرح لنا احد أعضائها السيد عبد الجليل علاّق بأنها جمعية خيرية تعنى بفاقدي المأوى وأضاف بأن الغرض من عرض هذه الخيمة هو تجميع تبرعات في شكل أغذية وأغطية لصالح فاقدي السند و المأوى. هذا وقد استغل بعض الباعة فرصة الاحتفال وتجمع الناس لبيع أعلام تونس إضافة لبيع أنواع عديدة من الأكل على غرار "المطبقة"التي أقبل على أكلها من وجد نفسه يراوح بين حلقة وأخرى وهم كثر من المواطنين الذين جاؤوا لاحياء ذكرى ثورة مجيدة فوقفوا على ما آل اليه وضع ما بعد الثورة من انقسام تمنوا لو تم تجاوزه في هذه المناسبة