تونس (وات)- احتشد الالاف من المواطنين ومن ممثلي مكونات المجتمع المدني ومختلف الاطياف السياسية يوم السبت بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة في اول احتفال بالذكرى الاولى لثورة الحرية والكرامة. وتباينت المظاهر الاحتفالية بهذا الشارع الذي شلت به حركة مرور السيارات وسائر وسائل النقل، جراء التجمعات مختلفة التوجهات بين مساندين لعمل الحكومة وداعين الى انقاذ الثورة من الزيغ عن مسارها. كما شهد الشارع الذي يعد شريان الحياة بالعاصمة تجاذبات فكرية وايديولوجية متنوعة عكست الالوان السياسية للمتظاهرين ونادى انصار كل من حزب العمال الشيوعي التونسي وحركة الوطنيين الديمقراطيين وحركة البعث في مسيرة نظموها أمام مقر وزارة الداخلية بتحقيق اهداف الثورة وبجملة من المطالب الاجتماعية رافعين شعارات مناهضة للرجعية وللتدخل الخارجي. وغير بعيد عن هذه المسيرة، التحم المنتسبون الى الحزب الديمقراطي التقدمي بممثلي شبكة دستورنا رافعين شعارات تدافع عن استقلالية القضاء واستقلالية القرار الوطني من بينها بالخصوص "لاصوت يعلو على صوت الشعب " و" لابد من محاسبة قتلة الشهداء والمتسببين في جرح المواطنين" . وقد حصل تراشق بعبارات الشتم بين المشاركين في هذه المسيرة واخرين في مسيرة ثانية في اتجاه معاكس ضمت مناصرين لحركة النهضة وشهد التقاء المجموعتين تدافعا واستفزازات من الجانبين. وتوسطت عدة احزاب يسارية وقومية منها حزب العمل الوطني الديمقراطي وحركة الطليعة وحركة الشعب وحركة الشعب الوحدوية التقدمية شارع الحبيب بورقيبة رافعة شعارات تدافع عن الثورة ضد "قوى الردة " و"التبعية للخارج". وقد تصدت مجموعات من حزب حركة النهضة وحزب التحرير الذي رفع اعلامه بكامل شارع الحبيب بورقيبة للشعارات التي رفعت في مختلف المسيرات وذهب احدهم الى حرق شعار احد الاحزاب المشاركة في رد على صورة كاريكاتورية لرئيس حركة النهضة رفعها الشق الاخر. كما التقت هذه المجموعات في كيل الاتهامات للصحافيين بعدم الحيادية وانعدام الحرفية والاستقلالية. وأمام المسرح البلدي، تجمعت اعداد غفيرة من المنتسبين لحركة النهضة والمارين عبر الشارع وعدد من ممثلي حركة النهضة بالمجلس الوطني التاسيسي واستمعوا الى خطاب تقدم به القيادي في حركة النهضة لطفي زيتون ودعا فيه بالخصوص الى الحفاظ على الثورة والحفاظ على تونس لتكون وطنا يتعايش فيه الاسلاميون مع الليبراليين والعلمانيين واليساريين.