فرض المهاجم الواعد يوسف المساكني نفسه "لؤلؤة" جديدة تضيء سماء كرة القدم الإفريقية وأعطى تونس أملا في الذهاب بعيدا في كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم عبر بوابة غانا التي يواجهها "نسور قرطاج" مساء اليوم في فرانسفيل بالغابون في الدور ربع النهائي. لفت المساكني الأنظار بشكل كبير في النسخة الحالية وساهم بشكل كبير في بلوغ المنتخب التونسي الدور ربع النهائي للمرة العاشرة في تاريخه. يعيش المساكني (21 عاما) مرحلة ذهبية في مسيرته الكروية، بعد أن أمّن فوز نسور قرطاج على الجار المغربي في المباراة الأولى (2-1)، عندما دخل بديلا للمهاجم سامي العلاّقي في الدقيقة 60، حيث تلاعب بأكثر من مدافع مغربي وتوغل داخل المنطقة منفردا بالحارس نادر المياغري وأرسل الكرة داخل مرماه على طريقة نجم برشلونة الإسباني ليونال ميسي، فأصبحت وسائل الإعلام والجماهير التونسية تلقبه ب"ميسي تونس". وكان المساكني أكد في حديث لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في ديسمبر الماضي على هامش بطولة العالم للأندية في اليابان أنه يقلد ميسي. وقد كان الهدف في مرمى المياغري الأول للمساكني بألوان المنتخب في سابع مباراة دولية له. وكرر المساكني فعلته بهدف رائع افتتح به التسجيل أمام النيجر في المباراة الثانية التي لعبها أساسيا منذ البداية، حيث تلاعب مرة أخرى بالدفاع النيجري وتوغل داخل المنطقة قبل أن يسدد كرة بهدوء كبير على يسار الحارس. ثم استمر التألق أمام الغابون في المباراة الثالثة وكاد يهز الشباك في أكثر من مناسبة. هذه البداية الصاروخية مكنت المساكني من خطف الأضواء، ليصبح قبلة لاهتمام العديد من الأندية في مقدمتها ليل وأوكسير الفرنسيين وإسبانيول برشلونة الإسباني وأولمبياكوس اليوناني وفيردر بريمن الألماني، لكن ناديه الترجي تشبث به ورفض جميع العروض التي قدمت إليه. كما بات المساكني حديث المتتبعين والمراقبين للنسخة الحالية من أمم إفريقيا، حتى انه أصبح "بعبعا" للاعبي المنتخب الغاني الذين أكدوا على خطورة هذا المهاجم ودوره الكبير في التشكيلة التونسية. فقد شدد صاموال كوفور قائد غانا سابقا ولاعب بايرن ميونيخ الألماني السابق على ضرورة مراقبة المساكني للحد من خطورته، وقال: "إنه لاعب موهوب بفنيات عالية، يخلق المتاعب للمدافعين وبإمكانه هز الشباك في أي وقت". وتابع: "أعتقد بأنه يتعين على المدرب (الصربي غوران ستيفانوفيتش) أن يفرض عليه رقابة على غرار ما فعله مع نجم مالي سايدو كايتا". ولم يخف المساكني سعادته بالأضواء المسلطة عليه في النسخة الحالية لكنه شدد على التواضع وعدم الإفراط في الثقة. وقال: "كأي لاعب، أنا سعيد بهذا الاهتمام بمساهمتي في نتائج منتخب بلادي، لكن لا يزال أمامي مشوار كبير، فأنا في بداية مشواري ولا يجب أن أصاب بالغرور لأنه آفة قاتلة. التواضع وثبات المستوى سمتان ضروريتان لبلوغ القمة والمجد". وأعرب المساكني عن أمله في التتويج باللقب القاري لإضافته إلى كأس أفريقيا للاّعبين المحليين الذي ساهم في إحرازه العام الماضي في السودان. ولد المساكني في 28 أكتوبر 1990 في العاصمة تونس، وبدأ مسيرته الكروية مع الملعب التونسي قبل الانتقال إلى الترجي التونسي في صيف 2008. يمتاز بمهارات عالية وفنيات كبيرة بالإضافة إلى تسديداته القوية وسرعته في تجاوز المدافعين والمراوغة في المساحات الضيقة. ويؤكد المساكني يوما بعد آخر أنه من طينة الكبار، فهو يتمتع بمهارة فائقة في المراوغة علاوة على نظرته الشاملة للملعب. أثبت مكانته في فترة قصيرة في صفوف الترجي وبات أحد ركائزه الأساسية وتوج معه بلقب البطولة 3 مرات أعوام 2009 و2010 و2011، وكأس تونس عام 2011، ودوري أبطال إفريقيا 2011 ودوري أبطال العرب 2009 وكأس شمال أفريقيا للأندية الفائزة بالكأس 200. وهو ابن نجم الأولمبي للنقل والملعب التونسي السابق منذر المساكني الذي تألق كثيرا بفنياته وقدرته على صنع اللعب وتسديد المخالفات المباشرة. وهو أيضا شقيق إيهاب المساكني الذي تألق كثيرا مع الملعب التونسي وانتقل في جانفي الماضي إلى الترجي التونسي لكنه أفصي في آخر لحظة من المشاركة في كأس أمم إفريقيا الحالية.