نفى مصدر سياسي سعودي رفيع المستوى أن تكون المملكة العربية السعودية قد قدمت قطعة سلاح واحدة للمعارضة السورية أو ما يعرف بالجيش السوري الحر، مؤكدا أن "المملكة لا تعمل في الخفاء أبداً، بل تعمل ضمن أطر شرعية وليس بشكل منفرد، وهناك حرص سعودي واضح أن يكون أيّ تحرك وبأيّ شكل في إطار إما مجلس التعاون الخليجي أو الجامعة العربية، ومن هذه الزاوية يتأكد حرص المملكة على أن تكون جميع تحركاتها أمام العالم أجمع، ناهيك عن ضرورة أن يفهم الجميع أن الأزمة ليست أزمة سعودية سورية، هذا أمر ضروري يجب أن يعيه الجميع. وفيما كان النظام السوري قد طالب بضمانات لعدم دعم السعودية وقطر وتركيا لتسليح المعارضة، طالب المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته بوجوب فهم الاختلاف بين "الدعوة للتسليح" لحماية السوريين ومنحهم حق الدفاع عن أنفسهم و"التسليح فعلياً". ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "الشرق" السعودية فقد ذكر الخبير في الفعاليات الدولية د.عبدالله بن هاجس الشمري أن الرياض التي طرحت دعم وتسليح المعارضة ك "فكرة" كانت تسعى بشكل واضح لإيصال رسائل للمجتمع الدولي، أن نظام الأسد لن يذعن لإرادة شعبه والإرادة الدولية إلا بالقوة، وهو بالفعل ما اتضحت صحته مع مرور الوقت، مضيفا: "المملكة قرأت الأمور منذ بداية الأزمة بنظرة ثاقبة، أكدت بالفعل أن نظام بشار الأسد لن يصل بالشعب السوري والأزمة السورية إلى بر الأمان، المملكة أخلاقياً في حِل أمام العالم أجمع كونها حاولت أن تبيِّن للعالم أن الحل لم ولن يتم مع نظام الأسد إلا بالقوة، وهو بالفعل ما تحقق على أرض الواقع بالنسبة لما آلت إليه الأزمة السورية". يذكر أن مؤتمر أصدقاء سوريا سبق ومنح الضوء الأخضر للدول الراغبة بدعم الجيش السوري الحر حين ذكر البيان الختامي أن المؤتمر يدعم شرعية الخطوات التي اتخذها الشعب السوري لحماية نفسه في مواجهة قوات نظام الأسد، وأن المؤتمر يدعم الخطوات الإضافية لحماية الشعب السوري، وسبق لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن جدد دعوته لتسليح المعارضة السورية، السبت، ووصف ذلك بأنه "واجب"، وأيدت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، الاستمرار في دعم المعارضة السورية وقالت إننا نتحدث بشكل جاد حول توفير الدعم غير الهدام للمعارضة. يذكر أيضا أن فكرة تسليح المعارضة السورية بلغت ذروتها بتصريحات وزير الخارجية السعودي وتأييد قطري إبان انعقاد "مؤتمر أصدقاء سوريا" في 24فيفري الماضي. وقد ساندها خارجيا موقف "الشيوخ الثلاثة" في الكونغرس الأمريكي جون ماكين (المرشح الجمهوري السابق للرئاسة الأمريكية) وجو ليبرمان وليندسي غراهام، الذين أشاروا إلى أن مساعدة المعارضة يجب أن تتضمن "الحصول على الأسلحة والمعلومات ووسائل الاتصال والتمويل والمعدات الطبية، بالإضافة إلى استخدام طائرات بدون طيارين لمراقبة تحركات قوات النظام السوري وإبلاغ المعارضة بها" (وكالات)