كانت "الصباح نيوز" قد نشرت في وقت سابق مقال حول قرصنة مجموعة "أنونيموس" لحسابات شخصية لأعضاء من حكومة الترويكا. ويبدو أن القرصنة طالت بريد أحد أعضاء حركة النهضة التي استولت منه على عدة وثائق منها محضر لجلسة للمكتب التنفيذي للحركة عقدت في 13 أفريل الجاري أي بعد أحداث 9 أفريل وتضمن قرارات المجلس الوزاري لنفس اليوم وخاصة منها الزيادة في أسعار المحروقات وتعديل قانون منع التظاهر. وتطرّق المكتب التنفيذي في جلسته إلى اللقاء الودّي بين الشيخ راشد الغنوشي والباجي قائد السبسي في بيته والذي أثنى على رصانة طروحاته المتمثّلة بالخصوص في موضوع التنصيص على الشريعة في الدستور. كما استعرض المكتب اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة المؤقتة ورئيس الدولة وتمّ خلاله إعادة العلاقات وتقريب وجهات النظر في جملة من المسائل مثل موضوع البغدادي. استعراض للمشهد السياسي كما جاء في هذا المحضر استعراض كل من نور الدين عرباوي وعامر العريض لقراءة تقديرية للموقف الحزبي والسياسي الراهن. وقد أبرزا ثوابت المشهد السياسي التي تتلخّص في استمرار الدفع نحو الاستقطاب الإيديولوجي وسيناريوهات التحالف ضدّ النهضة قبل وبعد الانتخابات وحرص الحليفين على التمايز والغنم من الائتلاف. وتحدث عرباوي والعريض عن متغيرات المشهد السياسي بانخراط الاتحاد في أجندة اليسار واستهداف الحكومة لإلهائها عن أداء دورها في التغيير والإصلاح وبقاء الإعلام "رأس حربة" في مناهضة النهضة وكذلك عودة لعديد الوجوه الدستورية بحثا عن توازن جديد لمواجهة الحركة. وتمّ التركيز خلال هذا الاستعراض على وجهة المشهد السياسي أين تمّ تصعيد المعارضة الاستئصالية ضدّ الحكومة والحركة يوم عيد الشهداء باتجاه المواجهة فرغم ما توحيه التحركات من استعداد لتسلّم قريب للحكم فإنّ كثرة الرّموز وطبيعتها قد تعود بهذه التحالفات إلى التصدّع. وأكّد المكتب التنفيذي في محضره على ضرورة مواجهة هذا الموقف السياسي من خلال تماسك الحكومة وعرضها البرنامج التكميلي والشروع فيه بسرعة والتعجيل بمعالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وكذلك التعجيل في صياغة الدستور والإصلاح الجذري للإعلام وفتح ملفات الفساد استكمالا لأهداف الثورة. وقال أحد المتدخلين في نفس الجلسة " أنّ غلبة البطء على أداء الحكومة في تناول الملفات والتردد في أخذ القرار وتراكم الأخطاء وضعف العمل أدّى لخسارة الحركة نقاطا مهمّة في الساحة السياسية. كما بيّن أحد المتدخّلين أنّ هناك استهداف واستنزاف متواصل للحكومة مع اشتداد الضغط كلما تأكّد تناول الملفات الأساسية وتحسّن الأداء، معتبرا أنّ "خصوم النهضة يراهنون على إسقاط الحكومة ويركّزون على أخطائها. وأكّد أحد المشاركين في هذه الجلسة على ضرورة الدفع إلى تكوين حزام سياسي حول الحركة ولاسيما تنظيم الساحة الإسلامية وفق رؤية الحركة ومشروعها وكذلك توثيق الائتلاف مع الشركاء. وأبرز أحد المتدخّلين "الدفع نحو الفرز في الساحة السياسية فللمعارضة النخبة والإعلام والتشويش على المسار وللنهضة الشارع والثورة والفرو يتمّ داخل صفّ الخصوم بالحوار والتشريك والتهميش". وقد اعتبر الحاضرون أنّ هناك ملفات تستوجب البتّ العاجل فيها مثل ملف التجمع الذي يعتبر الطرف الأقوى في الساحة المعارضة لتوفّره على الطاقم والإمكانيات المادية الضخمة والوصول دون عودة التجمّع الى لملمة صفّه واسترداد المبادرة والزحف على الساحة أو التسلسل إليها تحت أي غطاء كان أو أن يقع توظيفه من طرف اليسار للصدام مع الحركة وقد كلّفت الدائرة السياسية للحركة بالمطالبة برؤية في موضوع التجمعيين. ووقع التأكيد في محضر الجلسة على أهمية ملف الإعلام الذي اتفقوا على خطورة دوره وخدمته لأجندا اليسار حيث تمّ تحديد جلسة قادمة لمناقشة هذا الموضوع. كما استحث المكتب التنفيذي الحكومة على أخذ ملفات إصلاح الإدارة ومقاومة الفساد والعفو العام... بقوة والتقدّم الملموس فيها. وقد حضر هذه الجلسة 35 عضوا من بينهم راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة وحمادي الجبالي والعجمي الوريمي ومحمد بن سالم ونور الدين البحيري و سجّل أيضا حضور ثلاثة ضيوف وهم رشيدة النفزي والطاهر بوبحري وعادل الحمزاوي. النهضة ترد وقال نجيب الغربي المكلف بالإعلام بحركة النهضة في اتصال هاتفي لل "صباح نيوز" أنّ محتوى الوثيقة الذي تحصّلت عليه مجموعة أنونيموس سواء كان صحيحا أو خاطئا فإنّ عملية الاختراق و الاطلاع على البريد الالكتروني للأشخاص حتّى وإن كان على سبيل المزح فهو غير قانوني ويعاقب عليه القانون".