دعت الجبهة الشعبية 14 جانفي في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي للتنديد بالامبريالية التونسيين الى مقاومة الوجود الاستعماري في تونس وقالت انه لا يجب الاكتفاء بالتنديد و التشهير و بفضح سياسة العولمة الرأسمالية بل يجب دعوة كلّ القوى التقدمية و الجماهير للانخراط في النضال الميداني ضد الوجود الاستعماري بكل أشكاله في تونس، سعيا إلى تحقيق أهداف الثورة و على رأسها التحرر الوطني من كل سيطرة اجنبية . واوردت الجبهة في بيانها انه " في مثل هذا اليوم 24 أفريل من سنة 1965 تدخل 23 الف جندي أمريكي في جمهورية الدومينيك لقمع انتفاضة الشعب هناك ضد السلطة العميلة المتواطئة مع نظام الولاياتالمتحدةالأمريكية و قدم الشعب يومها آلاف الضحايا ما بين شهيد وجريح ومتشرد. إنّ ما حصل في الدومينيك في مثل هذا اليوم هو مظهر مفضوح من مظاهر العدوان الاستعماري على الشعوب و الأمم المضطهدة و هو سياسة معمول بها حتى يومنا الحاضر رغم تعدد أشكالها و تعدد أساليبها في العالم و في الوطن العربي وفي تونس. فتواصل و جود الكيان الصهيوني بفلسطين و احتلال العراق و محاولة تقسيم السودان و السيطرة على الثروات العربية والنفطية بالخصوص و محاولة رسم شرق أوسط جديد و الصراع على محاور النفود في سوريا و لبنان بين الدول الامبريالية الكبرى هو السمة المميزة للوجود الامبريالي في الوطن العربي في الظرف الراهن. و من نتائج هذه السيطرة الإمبريالية على البلدان المتخلّفة خاصة في إفريقيا و آسيا و أمريكا الجنوبية نهب ثرواتها و استغلال عمالها وحلّ أزماتها (أي القوى الامبريالية) على حساب شعوب هذه البلدان و هو ما ترتّب عنه تفاقم الفقر و البطالة و تهميش الشباب و طرد العمال وازدياد التضخم المالي المؤدي لغلاء المعيشة و انتشار الفساد و ضرب السيادة الوطنية و حرمان هذه البلدان من التصنيع الوطني ومن استقلالية القرار و بالتالي الحكم عليها بالتبعية للدول الصناعية و تصدّيا لهذه السياسة اللاّوطنية و اللاشعبية لم تبق الشعوب رغم اختلال موازين القوى مكتوفة الأيدي بل نوعت من اشكال النضال اتخذت أحيانا شكل انتفاضات وثورات شعبية عارمة مثلما حصل في عدد من الأقطار العربية وفي اليونان ونيويورك نفسها بصفتها معقل من معاقل رأس المال الامبريالي. غير ان قوات الامبريالية و عملاؤها في الأقطار العربية الثائرة ما انفكت تعمل على الالتفاف على هذه الانتفاضات الشعبية قصد تحويل وجهتها ودعم القوى الرجعية لتحافظ على مصالحها و مصالح القوى الامبريالية المرتبطة بها هناك و هو ما حصل في تونس إذ لم يتحقق شيء من أهداف الثورة إلى حد يومنا هذا بل ازداد حجم عدد معطلين عن العمل و تضاعف عدد الفقراء و المشردين و المتسولين و ارتفعت الاسعار و تواصلت سياسة الفساد و المحاباة و تمادت الحكومة الحالية المؤقتة في الاعتماد على المديونية عوضا عن استرجاع الأموال المنهوبة و هو ما يزيد في سيطرة قوى العولمة الرأسمالية على بلادنا كما انخرطت في مشاريع الانظمة مع الكيان الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني."