أكّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس عراقة العلاقة الفلسطينيةالتونسية المتجذرة عبر التاريخ والتي تجلت في نضال التونسيين إلى جانب أشقائهم الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي وفي امتزاج دماء الشعبين في عديد المناسبات أبرزها حرب 1948 وحادثة حمام الشط سنة 1985 قائلا "إن تونس دائما تفتح ذراعيها لاحتضان الفلسطينيين ومؤازرتهم". وأوضح "أبو مازن" في كلمة خلال الجلسة العامة التي عقدها المجلس الوطني التأسيسي اليوم الاثنين بباردو وحضرها الوفد الفلسطيني، أن الشعب الفلسطيني قد انتفض مجددا في مارس 2011 للمطالبة بإنهاء الانقسام الداخلي باعتبار أن تحقيق الوحدة الوطنية هو السبيل إلى إنجاح المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي. وبيّن أنّه تم الاتفاق منذ بداية السنة الجارية على وضع حد للقطيعة والانقسام الداخلي والوصول إلى المصالحة عبر تشكيل حكومة انتقالية تضم شخصيات مستقلة وتكنوقراط تنظر في ملفين أساسيين هما إعادة إعمار غزة والإشراف على الانتخابات عن طريق لجنة مستقلة. وأبرز من جهة أخرى عزم الحكومة الفلسطينية استئناف مساعيها لدى الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة من أجل الحصول على الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 67 وعاصمتها القدس الشريف ووقف الاستيطان خاصة بالقدس وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين دخل الآلاف منهم في إضراب جوع احتجاجا على المعاملة اللاانسانية. وكان رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر أكد قبل ذلك في كلمته أن احتضان تونس لمنظمة التحرير الفلسطينية وامتزاج الدماء التونسيةوالفلسطينية خلال حرب 1948 وعدوان حمام الشط في أكتوبر 1985 ساهمت في توطيد العلاقات بين الشعبين الشقيقين مبرزا حرص تونس ما بعد الثورة على مزيد دعهما لا سيما بعد أن أعلنت ثورات الربيع العربي انتهاء عصر الديكتاتورية وانبلاج فجر الحرية والديمقراطية. وبين أن الشعوب العربية تستلهم من المسيرة النضالية للشعب الفلسطيني صموده الأسطوري المستمر وثباته الباسل رغم الممارسات القمعية والتعسفية من الجانب الإسرائيلي، مؤكدا تضامن نواب المجلس الوطني التأسيسي مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام وفي مقدمتهم المناضل مروان البرغوثي وعزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني. ورفع أعضاء المجلس الوطني التأسيسي خلال هذه الجلسة شعارات ولافتات مساندة للقضية الفلسطينية ولشعبها الصامد وتجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني كتب عليها بالخصوص "تحيا فلسطين حرة مستقلة" و"تحية من تونس الثورة إلى فلسطين الابية" و"لن ننسى محمد الدرة وفارس عودة". وكان رئيس المجلس الوطني التأسيسي أجرى قبل ذلك محادثة مع الرئيس الفلسطيني تناولت تقدم المصالحة بين الفصائل الفلسطينية ومسألة تهويد القدس والحصار المفروض على أهالي القدس من الفلسطينيين. وحضر هذه المقابلة وزير الشؤون الخارجية رفيق عبد السلام. (وات)