دعت الحكومة الجزائرية المسلحين الناشطين في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتنظيمات مسلحة أخرى إلى التوبة والدخول تحت طائلة قانون المصالحة الوطنية. وقال الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال، خلال زيارته لولاية بومرداس شرقي الجزائر، إنه يدعو "بقايا العناصر الإرهابية القليلة التي لا تزال تنشط بهذه المنطقة إلى العودة إلى جادة الصواب". وأضاف سلال أن "الجزائر التي أصبحت بفضل انتهاجها لسياسة الوئام والمصالحة الوطنية مرجعاً مازالت يدها ممدودة لكل أبنائها". وينص قانون المصالحة الوطنية الذي عرضه الرئيس بوتفليقة لاستفتاء شعبي في 28 سبتمبر 2005، وصوت الجزائريون لصالحه بنسبة 85% على جملة من الإجراءات والتدابير المتصلة بتسوية آثار الأزمة الأمنية التي عصفت بالبلاد، أبرزها العفو عن المسلحين الذين يقبلون وقف العمل المسلح وتسليم أسلحتهم، والإفراج عن المساجين المتورطين في الأعمال الإرهابية أو تمويلها ومنح تعويضات لعائلات المسلحين الذين قضت عليهم القوات الحكومية، إضافة إلى إجراءات أخرى تخص فئات أخرى متضررة من المأساة الوطنية. وأكد الوزير الأول "إننا نريد الصلح والخير لكن نقول لهؤلاء الإرهابيين إنكم أخطأتم في حق الشعب الجزائري الذي لم يعد يعش سنوات عجاف بل سنوات التطور والرقي". وذكر سلال أن الجزائر نجحت في تطبيق سياسة الوئام والمصالحة الوطنية التي سمحت بعودة الأمن والاستقرار بفضل سياسة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة التي سمحت برجوع الأمن والاستقرار في كافة ربوع الوطن بما فيها ولاية بومرداس التي عانت الكثير خلال سنوات التسعينيات. وتعرف ولاية بومرداس التي تقع على بعد 70 كيلومترا شرقي العاصمة الجزائرية بأنها المنطقة الأكثر تعرضاً لعمليات إرهابية، كونها منطقة تمركز قيادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ولا تعلن السلطات الجزائرية عن إجمالي عدد المسلحين من عناصر القاعدة والجماعات المسلحة التي مازالت تنشط، لكن وزير الداخلية السابق يزيد زرهوني قال قبل سنتين إن عدد المسلحين لا يتجاوز 700 عنصر. وقال سلال إن "الاستقرار الذي سمح للجزائر بالوصول إلى ماهي عليه الآن حقيقة تاريخية، وإذا كنا بحاجة إلى مزيد من الاستقرار لابد من الحفاظ على الرجال القادرين على ذلك". وكان سلال يشير بوضوح الى الرئيس بوتفليقة. وتثير هذه التصريحات حفيظة أحزاب المعارضة التي تتهم سلال بالخروج عن الحياد بصفته رئيساً للجنة الحكومية لتنظيم الانتخابات الرئاسية، والانحياز إلى الرئيس المرشح عبد العزيز بوتفليقة. وقال رئيس حزب جبهة "العدالة والتنمية" المعارض عبد الله جاب الله إن سلال والحكومة تقوم بالدعاية للرئيس بوتفليقة، وإعلان سلال بنفسه عن ترشح الرئيس بوتفليقة يثبت أن هناك انحيازا، وأن تزوير الانتخابات قد بدأ فعلاً. (العربية)