نظم تجمع في العاصمة الجزائرية ومسيرات في عدة مناطق من البلاد للتنديد بالارهاب ودعم سياسة المصالحة الوطنية في حين اعرب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن استيائه من "التراخي الامني". وللمر الاولى دعت اجهزة الامن الجزائرية في رسائل قصيرة بعثتها لاصحاب الهواتف النقالة الى التبليغ عن "الارهابيين الفارين" ووضعت تحت تصرفهم رقما مجانيا. وتقول السلطات ان بضع مئات من العناصر الاسلامية المسلحة ما زالت تتحصن في الجبال. وتجمع الاف الجزائريين في قاعة رياضية في مجمع الخامس من تموز/يوليو الرياضي على مرتفعات العاصمة تلبية لنداء النقابة الاساسية في البلاد والمجتمع المدني. ورفعت الاعلام الجزائرية وعشرات اللافتات التي كتب عليها خصوصا "مكافحة الارهاب مستمرة" و"لا لتدمير الجزائر" و"كلنا ضد اعداء الجزائر" و"نعم للمصالحة الوطنية". ونقل التلفزيون الجزائري مباشرة مشاهد لانطلاق مسيرات في داخل البلاد لا سيما في عنابة (600 كلم شرق العاصمة) شارك فيها الاف المتظاهرين ورفعوا لافتات كتب عليها خصوصا "لا للارهاب، نعم للمصالحة الوطنية" و"الجزائر ستبقى صامدة" و"مع الرئيس بوتفلقية من اجل جزائر قوية". كذلك نقلت مسيرات مباشرة من تامنراست (2000 كلم جنوب العاصمة) وبشار (1600 كلم جنوب) وقسنطينة (450 كلم شرق) وتبسة (600 كلم شرق) ووهران (450 غرب) والشلف (200 كلم غرب) وسيدي بلعباس (450 كلم غرب). وتقدمت المسيرات مئات النساء المحجبات ورفعن اعلاما وطنية وصورا للرئيس بوتفليقة. واقرت سياسة المصالحة الوطنية التي دعا اليه الرئيس بوتفليقة في استفتاء شعبي في ايلول/سبتمبر 2005 ودخلت حيز التنفيذ في شباط/فبراير 2006. وتمنح تلك السياسة عفوا عن الاسلاميين المسلحين الذين يسلمون انفسهم ويتخلون عن العنف شرط ان لا يكونوا ضالعين في جرائم قتل او تخريب ضد المؤسسات الرسمية والاعتداءات على المدنيين. واستفاد نحو الفين من الاسلاميين المحكوم عليه من عفو رئاسي في هذا الاطار كما استسلم نحو 300 مسلح اعربوا عن "التوبة" حسب مصادر رسمية. وتبنى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي اعتداءات استهدفت في الحادي عشر من نيسان/ابريل قصر الحكومة في قلب العاصمة الجزائرية ومركزين للشرطة في باب الزوار في الضاحية الشرقية اسفرت عن سقوط ثلاثين قتيلا واكثر من 220 جريحا حسب اخر حصيلة رسمية. من جانبه ندد الرئيس بوتفليقة بما اسماه "تراخيا على المستويين الامني والتنموي" وذلك في تصريحات ادلى بها امام مسؤولين خلال تدشينه ثانوية في قسنطينة. واعلن وزير الداخلية الجزائري نورد الدين زرهوني انه تم العثور على نظام تفجير عن بعد في حطام سيارة مفخخة استخدمت في اعتداءات الحادي عشر من نيسان/ابريل مستبعدا فرضية العمل الانتحاري المتداولة حتى الان.