ما زالت تداعيات أزمة أوكرانيا تهيمن على مقالات الرأي بالصحافة الأمريكية التي تناولت بالتعليق جدوى فرض عقوبات على روسيا، والتحدي الذي يواجه الولاياتالمتحدة، وضرورة استعداد الغرب لمعركة طويلة مع موسكو. فقد ركزت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" في افتتاحيتها على التحدي الذي يواجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بسبب "جموح" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، وأشارت إلى خطاب أوباما في بروكسيل أمس الأربعاء، وهجومه المباشر على روسيا ومطالبتها بأن تظهر احتراما للقانون الدولي، وتأكيده أن ضمها شبه جزيرة القرم لن يعترف به الغرب أبدا. وترى الصحيفة أن الفكرة الرئيسية لخطاب أوباما ملائمة للظروف الراهنة لأن الأنظمة الاستبدادية تعمل في أغلب الأحيان خارج القوانين الدولية، بل وحتى خارج قوانينها هي، إذ عندما تكتب القوانين بإجماع أي شعب حر عبر وسائل ديمقراطية لا يمكن إحباطها بهذا الاستخفاف والشيء نفسه يسري على القانون الدولي الذي تضعه أغلبية الدول. وختمت الصحيفة بأنه في الوقت الذي قد يساعد فيه فرض عقوبات على روسيا لضمها القرم، يجب على الغرب أيضا أن يقرر ما إذا كان سينسحب الآن من الدفاع عن النظام العالمي، وأضافت أن خطاب أوباما كان دعوة واضحة للانضمام إلى مقاومة تحدي روسيا للأعراف الدولية. أما صحيفة "نيويورك تايمز" فترى أنه يجب على أوباما إسكات المنتقدين في الداخل ورفع معنويات الحلفاء في الخارج فيما يتعلق بغزو روسيا للقرم وضمها، بالرغم من صعوبة ذلك. وأشارت الصحيفة إلى اعتراف الغرب بأنه لا يملك نفوذا كبيرا ضد روسيا، وأن اعتماد الأوروبيين على الغاز الروسي يزيد خوفهم من عدائية موسكو. ومن جانبها، كتبت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها أنه يجب على الغرب أن يستعد لصراع طويل مع روسيا بسبب استيلائها على القرم، وهذا يتطلب مراجعة شاملة لعمليات انتشار حلف شمال الأطلسي واستراتيجيته في أوروبا، وهذا يتطلب انتشارا أكثر إلى الأمام في دول خط المواجهة مثل بولونيا وإستونيا ولاتفيا. وأضافت الصحيفة أن أهم وسيلة لاحتواء هذا التهديد ستكون اقتصادية وسياسية، وهذا يشمل منع أي غزو محتمل لشرق أوكرانيا، وأفضل طريقة لوقف مثل هذا الغزو هي أن يفصل الرئيس أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وغيرهما من الزعماء بوضوح أكثر ماهية العقوبات التي ستوجه ضد روسيا في حالة حدوث غزو. (الجزيرة)