عبّر عدد من المواطنين لل"الصباح نيوز" عن تذمرهم من الارتفاع المتكرر لتعريفات الأطباء الخواص المتعاقدين مع الصندوق الوطني للتأمين على المرض إلى درجة بلوغ 50 دينارا لدى البعض من هؤلاء الأطباء وهو ما يطرح تساؤلا عن دور "الكنام" في مثل هذه الحالات. وفي هذا السياق، اتصلت "الصباح نيوز" بيونس بن نجمة المكلف بالإعلام في "الكنام" الذي لم ينف صحة ما يتداول حول بلوغ التعريفات 50 دينارا، موضحا : "لقد سجلت عديد التجاوزات في ما يهم تعريفات الأطباء الخواص المتعاقدين مع الكنام...ولكن يبقى رغم ذلك هناك من يحترم القوانين والاتفاقيات القطاعية بيننا وبين النقابة التونسية لأطباء القطاع الخاص..كما أنّ اتعاب الأطباء وبالنسبة لغير المتعاقدين مع الكنام فإنها لم تبلغ ال50 دينارا" وقال بن نجمة انّ الاتفاقية المبرمة بين الكنام وأطباء القطاع الخاص في جويلية 2008 والتي تمّ خلالها مراجعة اتفاقية 2007 تم على إثرها التوافق على ان تكون التعريفة 18 دينار بالنسبة للطب العام و30 دينار لأطباء الاختصاص و35 دينار للأطباء النفسيين. وأكّد بن نجمة ان "الكنام" تعتمد على وعي المواطن المنضوي تحتها وتدعوه للإبلاغ عن التجاوزات التي تثبت اعتماد تعريفة مخالفة لما هو منصوص عليه بالاتفاقية الجاري بها العمل لدى أقرب مكتب له تابع للكنام. وعن الإجراءات التي تتخذها الكنام في صورة وقوع تجاوزات يقع الإبلاغ عنها، قال بن نجمة انّ أول إجراء يتخذ تجاه الطبيب المتعاقد المخالف يتمثل في تعليق تعاقده مع الكنام ومن ثمّ يقع اقتطاع المبلغ المضاف على التعريفة من قيمة التعريفات التي ستدفعها الكنام للطبيب مع إرجاعها للمضمون الاجتماعي المعني. واعتبر بن نجمة انّ هذه الإجراءات غير كفيلة بالحد من التجاوزات ولذلك تم الاتفاق مع النقابة التونسية لأطباء القطاع الخاص على عقد اجتماع في أقرب وقت ممكن لتحديد الإجراءات تجاه المخالفين للاتفاقية. وفي نهاية حديثه معنا، أكّد بن نجمة أنّه لن تكون هناك زيادة في تعريفات الأطباء المتعاقدين مع الكنام في الوقت الحالي، مبينا أنّ الوضعية المالية للمؤسسة وكذلك وضعية المواطن لا تسمح بمراجعة التعريفات وقال انّ الزيادة بدينار واحد في التعريفة يكلّف الكنام 7 مليون دينار في السنة. وللاشارة فان الطبيب وخلال تقديمه لفاتورة بها مجموع ما تقضاه من مرضاها يضع التعريفة المتفق حولها مع الكنام وليس المبلغ الحقيقي الذي تقاضاها، وفق ما أفادنا به بن نجمة، فإلى متى ستتواصل مثل هذه التصرفات؟ وهل أصبح الطب اليوم تجارة؟