حدد رئيس الحكومة المهدي جمعة فى حوار مع وكالة الأنباء الألمانية، الأولويات التى سيطرحها خلال زيارته الرسمية إلى ألمانيا بدءا من اليوم الأربعاء وحتى يوم الخميس. وقال جمعة: "تونس ستطلب من ألمانيا المساعدة فى تأمين الحدود اعتمادا على خبرتها فى هذا المجال وفى العمل الاستخباراتى، وسيكون هذا من بين الملفات التى سنناقشها فى ألمانيا". وأضاف رئيس الحكومة: "المؤسسة الأمنية تواجه ظاهرة جديدة لم تكن مهيأة لها، لكننا بصدد تطوير أدائنا وقد قمنا بإطلاق قطب يعالج قضايا الإرهاب". وأضاف: "العناصر الإرهابية لم تنجح فى مواجه فرق مكافحة الإرهاب، وأغلب الهجمات والتهديدات ظلت لصيقة بمرتفعات الشعانبى ومنزل بن جدو كان على مرمى حجر من المرتفعات". وتابع جمعة: "نجحنا فى تحقيق مكاسب فى هذه الحرب. نحن بصدد القيام بعمليات استباقية وتفكيك خلايا إرهابية ومخططات وحجز أسلحة، لكن مع ذلك ستبقى التهديدات موجودة على كامل المنطقة وهى ليست مقتصرة على تونس أو حتى جنوب حوض المتوسط بل هى تمس شمال المتوسط كذلك". وقال المهدى جمعة :"كل التهديدات والأعمال الإرهابية التى وقعت لها جذور فى ليبيا. والتهديد الآن يمس جميع دول المنطقة". وأوضح :"نحن نتعاطى مع الملف السورى بالتعاون مع الدول الأوروبية أساسا". وأكد جمعة أن الحكومة باتت جاهزة لإدارة انتخابات شفافة فى موعدها المقرر قبل نهاية العام الجاري، مشيرا إلى أن البلاد تتجه نحو الاستقرار مقابل تراجع التجاذبات السياسية والتوترات. وأوضح: "دخلنا منذ أربعة أشهر فى تنقية المناخات، طبيعى أن تكون للأحزاب انتظارات مختلفة لكننا نتقدم إلى الأمام وقد بدأنا بمراجعة التعيينات فى الإدارة وتحييد المساجد وحل رابطات حماية الثورة". لكن جمعة اعترف كذلك فى حديثه مع (د.ب.أ) بوجود ضغوط سياسية تمارس ضد الحكومة، لم يحدد مصدرها بشكل صريح، وهى ضغوط تضاف إلى تطلعات التونسيين عموما، فى إشارة إلى التحديات الاقتصادية والاجتماعية الهائلة التى تواجهها الدولة. وقال جمعة: "تونس لن تدخل فى مرحلة التقشف ولكن بدأنا فى الترشيد. سنركز خاصة على الترشيد ومراجعة الدعم تدريجيا فى قطاع الطاقة". كما أكد أن خطط مراجعة الدعم للمواد الأساسية سيتم الانطلاق فى تنفيذها مع نهاية الشهر الجارى لكنه أكد أنها ستقتصر على المواد القابلة للتمييز بين الفئات المستهدفة حتى لا يقع الضرر على الفئات الضعيفة. وقال جمعة ل(د.ب.أ) إنه سيبحث خلال زيارته إلى ألمانيا إنعاش القطاع السياحى عبر استقطاب المزيد من السياح الألمان الذين يشكلون أبرز سوق تقليدية لتونس فى أوروبا بعد السوق الفرنسية. واعترف رئيس الحكومة المؤقتة بصعوبة تحقيق الأهداف المحددة للقطاع بجلب سبعة ملايين سائح العام الجاري بسبب الأحداث الأمنية فى المنطقة لكنه أوضح أن السياحة التونسية حققت حتى الآن مردودا جيدا من الناحية المالية. كما لفت إلى أنه من غير المتوقع أن تطال التأثيرات السوق المغاربية التى تؤمن تقريبا نصف عدد السياح القادمين إلى تونس، حيث من المتوقع حسب رئيس الحكومة أن يفد نحو تونس مليون سائح من القطر الجزائرى وحده الموسم الجارى. وقال رئيس الحكومة إن تونس تحافظ على علاقات جيدة مع جميع الدول العربية بما فى ذلك مصر ودول الخليج، وهي الدول التى شهدت علاقاتها توترا بتونس خلال فترة التحالف الحكومي المستقيل بقيادة حركة النهضة . وأوضح :"نحن نتبع تقليدا دبلوماسيا يقضي بعدم التدخل في شؤون الغير ونريد أن تكون علاقاتنا طيبة مع جميع الدول الشقيقة والصديقة واليوم ليس لدينا أى مشاكل أو عداء مع أي دولة". وشدد على أنه لا وجود "لأي حساسية بين تونس ومصر. بدليل حضور أحد وزراء السيادة (وزير الخارجية) احتفالات تنصيب المشير عبد الفتاح السيسى رئيسا لمصر". وأشار المهدي جمعة إلى انتعاش العلاقات مع دول الخليج في أعقاب الزيارة التى قام بها إلى دول مجلس التعاون الخليجى فى افريل الماضي والتي أفضت حسب قوله إلى قدوم عدد غير مسبوق من المستثمرين الخليجيين إلى تونس مؤخرا لكنه نفى فى نفس الوقت وجود أى شروط سياسية مسبقة وراء قدوم رؤوس الأموال الخليجية إلى تونس. وقال جمعة :"لم يحدث أن قدم أي من القادة الخليجيين شروطا سياسية مقابل الاستثمار لم يحدث هذا إطلاقا". وفيما يتعلق بالعلاقات مع سورية أفاد جمعة بأن الحكومة بصدد تحضير فريق سيلتحق خلال أسابيع بدمشق لفتح مكتب إداري حتى يتم التواصل مع الجالية التونسية (اليوم السابع المصرية+وكالات)