دعا زعيم التمرد الزيدي الشيعي في شمال اليمن عبد الملك الحوثي أنصاره إلى التصعيد وصولا الى العصيان المدني في إطار التحرك الذي أطلقه للمطالبة بإسقاط الحكومة، وذلك بالرغم من الاتصالات السياسية لإبعاد البلاد من على حافة الحرب الاهلية. كما انتقد الحوثي بيان مجلس الامن الذي دعا الحوثيين الى سحب المسلحين من صنعاء ومداخلها، معتبرا انه موقف يدعم الفساد في اليمن. وقال ان هذا البيان الصادر الجمعة يتماشى مع السياسة الأمريكية "التي تدعم الفساد وتقف إلى جانب الفساد وتدعم سياسة الإفقار والتجويع". وأعلن الحوثي في كلمة ألقاها، البدء في "المرحلة الثالثة" من التحرك الاحتجاجي، ودعا أنصاره إلى التحرك "في كل خطوة من خطوات المرحلة الثالثة والأخيرة لتصعيدنا الثوري والتي لها خطوات متدرجة كلها تندرج ويمكن أن يندرج معظمها في إطار العصيان المدني". ودعا أنصاره إلى "تحرك جاد" يبدأ بالتظاهر اليوم الاثنين في صنعاء متوعدا ب"خطوات حاسمة إذا لم يستجب الفاسدون". وكان زعيم التمرد الحوثي أطلق في 18 أوت تحركات احتجاجية تصاعدية في صنعاء للمطالبة بإسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود. وفشلت لجنة وساطة رئاسية حتى الآن في التوصل الى حل للازمة التي وضعت البلاد على شفير الحرب الاهلية، مع انتشار الاف المسلحين من انصار الحوثي عند مداخل صنعاء، فضلا عن اعتصامات داخل العاصمة. إلا أن الاتصالات السياسية مستمرة بحسب مصادر سياسية متطابقة فيما بات لدى لجنة رئاسية مكلفة بالتفاوض مع الحوثي أفكارا مطروحة لحل الأزمة، وأبرزها تشكيل حكومة وحدة وطنية من كفاءات، ومراجعة قرار رفع أسعار الوقود. وتصاعد التوتر الطائفي في اليمن بشكل كبير كون الحوثيين ينتمون الى الطائفة الزيدية الشيعية فيما ينتمي خصومهم السياسيين في المقابل الى الطائفة السنية، وهم بشكل اساسي التجمع اليمني للاصلاح القريب من تيار الاخوان المسلمين، اضافة الى السلفيين والقبائل السنية او المتحالفة مع السنة. ويشكل السنة غالبية سكان البلاد، إلا أن الزيديين يشكلون غالبية في مناطق الشمال، خصوصا في اقصى الشمال حيث معاقل الحوثيين. (أ ف ب)