قدّم اليوم المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المؤقت ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة لدى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. وقد أصدر بالمناسبة بيانا جاء فيه ما يلي : اعتبار لمتطلّبات الظرف الدقيق الذي تمرّ به بلادنا و في اطار مواصلة اضطلاعي بواجباتي تجاه الوطن و الثورة، و بعد التفكير و التشاور، فإنني قرّرت ما يلي: 1- التقدّم بترشحي للإنتخابات الرئاسية المقبلة. 2- تحمّل مسؤولياتي الحالية كرئيس للجمهورية إلى لحظة تسليم المشعل، لمنع أي فراغ على رأس الدولة وكما هو معمول به في كل البلدان الديمقراطية التي يتقدّم فيها رئيس مباشر للانتخابات. 3- التعهّد بنشر كل الوثائق المالية والتعريف بكل الوسائل المستعملة إبان الحملة حتى لا يكون هناك مجال للشك ّ بخصوص حياد مؤسسة الرئاسة في المعركة الانتخابية. 4- قبول استقالة اعدنان منصر ابتداء من غرة نوفمبر من منصبه كوزير مدير للديوان الرئاسي و تكليفه بإدارة حملتي الإنتخابية و كذلك قبول استقالة كل المستشارين الذين سيتقدمون للانتخابات التشريعية أو الذين يرغبون في دعم ترشحي. إن تونس اليوم أمام مفترق طريق تاريخي يفرض على كل الأطراف الارتقاء إلى ما يقتضيه الوضع. فالمطلوب من الشعب- خاصة من الشباب- المشاركة المكثّفة في العملية الانتخابية المقبلة لأنها هي التي ستحدّد مصيره للعقود المقبلة و ليس فقط للخمس سنوات القادمة. أما المطلوب من الطبقة السياسية، و أساسا من المترشّحين، فإعطاء صورة إيجابية للشعب عن الصراع السياسي النزيه حتى تفرض احترام السياسة و السياسيين و حتى تجعل من الحملة الانتخابية لا تصفية حسابات، و إنما إعدادا لمستقبل سنبنيه معا مهما كانت الاختلافات الظرفية. بتوفّر هذين الشرطين ، و أيا كانت الأسماء لمن سيتشرّفون غدا بالسهر على شؤون التونسيين و التونسيات، سنجعل من هذا الاستحقاق الانتخابي التاريخي عرسا للديمقراطية ينهي المرحلة الانتقالية بنجاح بعد أن حقّقت الجزء السياسي من أهداف الثورة و يؤذن بانطلاق المرحلة الجديدة التي ستشهد ان شاء اللّه و بفضل تظافر جهودنا جميعا تحقيق أهدافها الاقتصادية و الاجتماعية. بهذا نكون قد وفّينا بواجبنا تجاه شهداء ثورتنا و كل من قدموا دمهم فداء للوطن من جيشنا الأبيّ و من أمننا الجمهوري و تجاه كل من ناضلوا على امتداد الاجيال من أجل شعب سيّد نفسه و نظام سياسي شرعي و مواطن محفوظ الحقوق و الحريات و الكرامة.