أعربت الدولة المصرية بجميع مكوناتها الرسمية والمدنية والشعبية عن استنكارها للعملية الإرهابية التي وقعت يوم الجمعة في مدينة الشيح زويد بمحافظة شمال سيناء، وأسفرت عن استشهاد 26 من جنود مصر البواسل وإصابة العشرات. فقد حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي من أن الهدف من العمليات الإرهابية هو إسقاط الدولة المصرية، مؤكداً أن كل التحديات الموجودة تهون طالما أن الشعب المصري منتبه وصامد مع جيشه وقوات الأمن، وفق ما جاء في بلاغ صادر عن المكتب الإعلامي لسفارة مصر بتونس تلقت «الصباح نيوز» نسخة منه. وقال السيسي، حسب نص البلاغ :»إن المعركة في سيناء ممتدة ولن تنتهي قريباً»، وقدم تعازيه لكل المصريين والجيش في شهداء سيناء الذين سقطوا يوم أمس الجمعة، وأضاف :»أن هناك دعماً خارجياً تم تقديمه لتنفيذ هذه العملية ضد الجيش المصري، الكلام هذا يحدث لكسر إرادة مصر والمصريين وكسر إرادة الجيش الذي يعتبر عمود مصر، هل المصريين ينتوون النجاح وإعادة الدولة مرة أخرى, هل تتحركون في جميع الاتجاهات وتحققون النجاح في كل شيء, لا ليس مطلوباً أن تنجح مصر". وكان الرئيس السيسي قد قرر مساء الجمعة إعلان حالة الطوارئ في المنطقة المحددة: شرقاً من تل رفح ماراً بخط الحدود الدولية وحتى العوجة، وغرباً من غرب العريش وحتى جبل الحلال، وشمالاً من غرب العريش ماراً بساحل البحر وحتى خط الحدود الدولية في رفح، وجنوباً من جبل الحلال وحتى العوجة على خط الحدود الدولية، لمدة ثلاثة أشهر اعتبارا من الساعة الخامسة صباح يوم السبت الموافق 25 من شهر أكتوبر سنة 2014 . كما يحظر التجوال في المنطقة المحددة بالمادة الأولى من هذا القرار طوال مدة إعلان حالة الطوارئ من الساعة الخامسة مساءً وحتى الساعة السابعة صباحاً أو لحين إشعار آخر، وتتولى القوات المسلحة وهيئة الشرطة اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله وحفظ الأمن بالمنطقة وحماية الممتلكات العامة والخاصة وحفظ أرواح المواطنين. ويعاقب بالسجن كل من يخالف الأوامر الصادرة من رئيس الجمهورية بالتطبيق لأحكام القانون رقم 162 لسنة 1958 المشار إليه، وفق نفس البلاغ. كما أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بياناً أكد فيه عزمه استئصال الإرهاب الغاشم من هذه البقعة الغالية من أرض مصر, مؤكداً أن هذه الإعمال الإرهابية لن تزيد مصر بشعبها وجيشها إلا إصرارا على اقتلاع جذور الإرهاب . كذلك أصدر الأزهر الشريف بيانا أدان فيه الحادث الإرهابي بالعريش، حيث شدد فيه على السُّلطات وأجهزة الدولة المعنيَّة ضرورةَ تعقُّب هؤلاء الجناة؛ خونة الدين والوطن، وتقديمهم للعدالة الناجزة، مؤكداً أنَّ هذه الأعمال الإرهابية لن تنالَ من عزيمة مصر، أيضاً أصدرت الكنيسة المصرية بياناً رسمياً أدانت فيه العمل الإرهابي، وتدعو الشعب المصري بكافة قواه الوطنية للوقوف صفا واحدا خلف قيادتنا السياسية الحكيمة والاصطفاف نسيجا متماسكا في مواجهة أعداء الوطن لاتخاذ ما تراه من إجراءات مناسبة لردع هذه الهجمات الشريرة. من جهتها أصدرت الهيئة العامة للاستعلامات بياناً استنكرت خلاله هذا العمل الإرهابي الجبان، مؤكدة أن هذه الأعمال الإرهابية تؤكد أن مصر تخوض حرباً حقيقية تستوجب من كل مواطن القيام بدوره في مواجهة هذا الإرهاب: بعناصره، وتنظيماته، وأفكاره، وشائعاته، ومناصريه الذين يحاولون التغطية على جرائمه بإثارة الفوضى والشغب في أنحاء الوطن. وطالبت الهيئة الإعلام الدولي، خصوصاً الذين يواصلون نشر المغالطات وتشويه الحقائق، بأن يروا حقيقة وضراوة المعركة التي يواجهها شعب مصر، وحجم تضحياته في مواجهة إرهاب لا يتورع عن ارتكاب أبشع ما عرفته البشرية من جرائم.