خلق تأزم الوضع البيئي بجربة أمام تراكم النفايات وتواتر عملية حرقها كحل للتخلص منها تخوفا لدى المواطنين من تأثير ذلك على صحتهم وصحة أبنائهم فكانوا يطالبون باستمرار وفى كل مناسبة بتوضيحات من قبل وزارة الصحة لمعرفة حقيقة الوضع البيئي بالجزيرة وفى هذا الإطار، قال مدير عام حفظ صحّة الوسط وحماية المحيط بوزارة الصحّة محمد الرّابحي ان زيارته الي ولاية الجزيرة رفقة وزير الصحة محمد صالح بن عمار خصصت لمعاينة واقع الوضع البيئي بحومة السوق والاطلاع على طريقة تصرف المستشفى الجهوي الصادق مقدم في نفاياته بمختلف أنواعها. وأكد الرّابحي أن الوضع الوبائي تحت السيطرة ولا توجد أية خطورة نظرا لدقة عمليات المتابعة للوضع ووجود برامج وقائية ناجعة، مشيرا في ذات الوقت إلى أن الحالة لا يمكن أن تحتمل مدة زمنية أطول وهو ما يجعل البحث عن حلول عاجلة أمرا ضروريا على حد قوله. ونبّه الى خطورة إحراق الفضلات المنزلية بسبب تسرب الغازات السّامة في الهواء باعتبارها سريعة الانتشار ويمكن أن تؤثر على أمراض الحساسيّة والقلب وتجعل المواد العضوية الرطبة وكرا للحشرات والجراثيم وللحيوانات السّائبة والقوارض التي تعتبر نواقل للأمراض. وذكر أن الفضلات المنزلية لا تزال متراكمة بأغلب المناطق والأحياء مكونة بذلك مكانا لتوالد وتكاثر الحشرات والجراثيم بأنواعها وثمن من جهة أخرى التّجربة النموذجية المعتمدة من قبل البلدية في الفترة الماضية والمتمثلة في تثمين النفايات العضويةوتحويلها الى سماد عضوي. أما نفايات المستشفى الجهوي بحومة السوق فقد قال الرابحي أن هذه المؤسسة الصحية تعتمد عديد الأنشطة التي تبعث على الاطمئنان وخاصة منها اعتماد طريقة فرز النفايات البلاستيكية والكارتونية ، بالإضافة الى حفظ وتخزين السوائل والمواد الكيميائية مع مراعاة شروط السلامة على أن يتم التصرف فيها في إطار برنامج التخلص من المواد الكيميائية. وأوضح أن فضلات المواد الواخزة يقع تجميعها في حاويات خاصة وخزنها في انتظار الوصول الى اتفاق مع إحدى الشركات المختصة بعد إعداد كراسات شروط لكل مستشفى لطلب عروض من اجل التصرف في هذه النفايات بالنسبة لكامل ولاية مدنين خاصة وان الشركات لم تتجاوب مع طلب عروض على مستوى المستشفى فقط على حد قوله. ويعمد المستشفى الى ردم الفضلات الكيميائية الخطيرة بمحيطه الداخلي بعد تغليفها لضمان عدم تسرب المواد الى التربة على أن يتم تفريغها حينما يتم استكمال طلب العروض. وللتذكير فإن الوضع البيئي بالجزيرة وخاصّة بجربة حومة السوق لا زال يشكو تأزما أمام تفاقم النفايات رغم محاولات بسيطة لتنظيف وسط المدينة فيما يتواصل الوضع بالأحياء وعلى الطرقات على حاله من تكدس أكوام الفضلات. وقد لجأت البلدية مؤخرا الى فتح مصب بمحيط قاعة رياضية وسطر المدينة ردمت فيه كمية من الفضلات وهو ما آثار استياء المجتمع المدني وتحركاته لمنع مثل هذه الممارسات فيما تواصل لجنة تسيير البلدية وخلية الأزمة التي تكونت لتنسيق جهود ومبادرات المتدخلين تجاه الوضع البيئي بجربة النظر في مقترح وضع حاوية عازلة بحومة السوق لاستيعاب الفضلات المتراكمة وهى بمثابة كيس ضخم سميك يفرش داخل خندق يحفر للغرض وتلقى فيه النفايات مع منع تسرب أية مواد داخل التربة بحسب ما بينه معتمد حومة السوق فواد حفوز. ويتمّ في إطار هذا المقترح الظرفي مداواة الفضلات ووضع مادة الجير ومواد معطرة على أن يتم نقل الكيس بما يحتويه من فضلات إلى مكان آخر إذا ما تم إيجاد حل نهائي للتصرف في نفايات الجزيرة . (وات)