منوبة: إصدار بطاقتي إيداع في حق صاحب مجزرة ومساعده    إيطاليا ترفع درجة الخطر بعد أمطار غزيرة سببت فيضانات    خلال نصف ساعة.. نفاد تذاكر مباراة الأهلي والترجي في «نهائي إفريقيا»    الرئيس المدير العام للصيدلية المركزية: نسبة النفاذ للأدوية الجنيسة والبدائل الحيوية في تونس تناهز 55 %    نابل : حجز كمية من المواد الكيميائية مجهولة المصدر ومنتهية الصلوحية    القبض على عنصر إجرامي خطير مفتش عنه دوليا في هذه المنطقة    حاولوا سرقة متحف الحبيب بورقيبة الأثري...القبض على 5 متورطين    معلم تاريخي يتحول إلى وكر للمنحرفين ما القصة ؟    مجلس أوروبا بتونس: تقدّم مقترح تعاون مع البرلمان في مجال مكافحة الفساد    هل التونسيون معنيون بالمتحور الجديد للكورونا Flirt؟    تأجيل النظر في ملف اغتيال الشهيد محمد البراهمي    الكاف: مهرجان ميو يحتفي بفلسطين    30 مليون دينار لتمويل اقتناء الاعلاف لفائدة مربي الماشية    جمعية المحامين الشبان تودع شكاية في التعذيب وتدعو رئيس الجمهورية إلى الاطلاع على ملف بوزقروبة    وزارة الفلاحة تدعو الفلاحيين الى القيام بالمداواة الوقائية ضد مرض "الميلديو" باستعمال أحد المبيدات الفطرية المرخص بها    كلفة انجاز التّعداد العامّ للسّكان والسّكنى لسنة 2024 تناهز 89 مليون دينار – مدير عام معهد الإحصاء    غدا..دخول المتاحف سيكون مجانا..    الإعلامي زياد الهاني يمثل أمام القضاء..    القيروان انقاذ طفل سقط في بئر    القيروان: الاحتفاظ ب 8 أشخاص من دول افريقيا جنوب الصحراء دون وثائق ثبوت هويّة ويعملون بشركة فلاحيّة    آخر كلمات الإعلامي الرياضي أحمد نوير قبل رحيله...رحمه الله    خلال شهر أفريل : رصد 20 اعتداء على الصحفيين/ات من أصل 25 إشعارا    سليانة: توقّعات بتراجع صابة حب الملوك في مكثر    عاجل/ أمريكا تستثني هذه المناطق بتونس والمسافات من تحذير رعاياها    570 مليون دينار لدعم الميزانيّة..البنوك تعوّض الخروج على السوق الماليّة للاقتراض    اليوم.. حفل زياد غرسة بالمسرح البلدي    البرازيل تستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم    القصرين: وفاة شاب في حادث مرور    حجز 900 قرص مخدر نوع "ايريكا"..    سيدي بوزيد: وفاة كهل وزوجته في حادث مرور    قابس: عدد الأضاحي تراجعت هذه السنة    بعد تسجيل الحالة الرابعة من نوعها.. مرض جديد يثير القلق    إسبانيا تمنع السفن المحملة بأسلحة للكيان الصهيوني من الرسو في موانئها    حريق بمستودع بين المروج 6 ونعسان    اتحاد الفلاحة: أسعار أضاحي العيد ستكون باهضة .. التفاصيل    ذهاب نهائي رابطة ابطال افريقيا : الترجي يستضيف الاهلي برغبة تعبيد الطريق نحو الظفر باللقب    عاجل : ليفربول يعلن رحيل هذا اللاعب نهاية الموسم    انتخاب تونس عضوا بالمجلس الوزاري الإفريقي المعني بالأرصاد الجوية    كأس أوروبا 2024: كانتي يعود لتشكيلة المنتخب الفرنسي    محيط قرقنة اللجنة المالية تنشد الدعم ومنحة مُضاعفة لهزم «القناوية»    نجاح الأسرة في الإسلام ..حب الأم عبادة... وحب الزوجة سعادة !    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    خطبة الجمعة...الميراث في الإسلام    روعة التليلي تحصد الذهبية في بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة    الجزائر تواجه الحرائق مجدّدا.. والسلطات تكافح لاحتوائها    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يدعم انتاج الطاقة الشمسية في تونس    التحدي القاتل.. رقاقة بطاطا حارة تقتل مراهقاً أميركياً    الشرطة الفرنسية تقتل مسلحا حاول إضرام النار في كنيس بشمال غرب البلاد    غزة.. سقوط شهداء في غارة إسرائيلية على مدرسة    منها الشيا والبطيخ.. 5 بذور للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    التوقعات الجوية لهذا اليوم…    عاجل: لأول مرة: تونس تصل المرتبة الثانية ضمن التصنيف الدولي للبيزبول    وزارة الثقافة تنعى المطربة سلمى سعادة    بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف: الدخول للمتاحف والمواقع والمعالم الأثرية مجانا للتونسيين والأجانب المقيمين بتونس    باجة: باحثون في التراث يؤكدون ان التشريعات وحدها لا تكفي للمحافظة علي الموروث الاثري للجهة    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علي العريض: نتائج التشريعية إعصار لم نتوقعه ..
نشر في الصباح نيوز يوم 02 - 12 - 2014

أجرى أمين عام حركة النهضة على العريض حوارا مع صحيفة «المصري اليوم» تحدث خلاله عن نتائج الانتخابات الرئاسية، بصعود الباجى قائد السبسى، رئيس حزب نداء تونس، والمنصف المرزوقى، الرئيس المؤقت، وفوز حزب نداء تونس بأكثرية المقاعد النيابية، ما يتيح له تشكيل الحكومة القادمة.
وقال إن قواعد حركة النهضة اختارت المنصف المرزوقى في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية، وإنها لم تحدد إلى الآن موقفها من جولة الإعادة، لافتا إلى أن الحركة استوعبت درس الإخوان المسلمين في مصر.
وأضاف «العريض» أن نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة جاءت أشبه ب«الإعصار» الذي لم تتوقعه الحركة، وأن الدولة تلاحق بقايا الخلايا الإرهابية، لكنها أبدا لن تفكر أن تجعل الديمقراطية والحرية فى مهب الريح، وإلى نص الحوار:
تونس أوشكت على الوصول إلى مرحلة بناء مؤسسات الدولة.. كيف تقيم الأوضاع السياسية في البلد؟
- نحن في مسار انتقالي، هذا المسار نحن في نهايته، من جهة تجديد المؤسسات، وتعويض المؤسسات المؤقتة بمؤسسات مستقرة في ضوء الدستور الجديد، وأجرينا الانتخابات التشريعية قبل شهر، وكانت ناجحة، كما أجرينا الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وكانت ناجحة بصفة عامة، ومازال الشوط الثاني من الانتخابات الرئاسية سيتم إجراؤه بعد حوالي ثلاثة أسابيع تقريبا، وبذلك نكون عملنا بعد الثورة، وأنجزنا دستورا، وهيئات مختلفة وفق الدستور وانتخبنا سلطة تشريعية ورئيسا وفقه، ونبدأ في تشكيل الحكومة الجديدة في ضوء نتائج هذه الانتخابات، والمشهد السياسي تمثل في أن مؤسسات الدولة قد استمدت شرعيتها نهائيا، وبتشكل الأحزاب يكون بدأ حراك جديد في ضوء نتائج الانتخابات التي تمكنت فيها أحزاب من أن تبرز، وبعض الأحزاب كانت نتائجها ضعيفة جدا، لكن من المؤكد أنه بعد مرور هذه الانتخابات سنرى حراكا بين الأحزاب، والمجتمع المدني، وربما تولد أحزاب جديدة، قد تندمج أحزاب، وقد تغيب أحزاب تماما عن الساحة.
■ هل توقعتم نتائج الانتخابات التشريعية؟
- لم تكن النتائج متوقعة بهذه التفاصيل، وهذه الطريقة من قبل مراكز الدراسات، واستطلاعات الرأي، وتقديرات الأحزاب، ويندر جدا جدا أن تجد طرفا توقع هذه النتائج في الانتخابات التشريعية، فالحقيقة أن تجد أحزابا عريقة، وشخصيات كبيرة حصلت على نتائج ضعيفة وهو لم يكن متوقعا لهذه الدرجة.
فكانت الانتخابات التشريعية بمثابة الإعصار الذي كاد يقتلع أحزابا لها باع، ولها تاريخ، وأضر بأحزاب لها باع في النضال والتاريخ، ورفع أحزابا أخرى، فكانت اختبارا وامتحانا، وهكذا هي الديمقراطية، وخاصة بعد الثورة تصير كثيرا من التغيرات.
■ ماذا عن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية؟
- هي متوقعة، فقد كانت كل استطلاعات الرأي، وكان الناس يتوقعون أن المنصف المرزوقي، والباجي قائد السبسي هما اللذان سيصعدان للدور الثاني
أما بالنسبة للمراكز الأخرى لم تكن متوقعة بالدقة، وما لفت الانتباه أن شخصيات معتبرة مثل نجيب الشابي، ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، وغيرهما حصلوا على نتائج ضعيفة أقل كثيرا من رصيد النضال لتلك الشخصيات، وهكذا هي الانتخابات دائما فيها مفاجآت.
■ هل تصدّر حركة نداء تونس نتائج الانتخابات التشريعية كان مفاجأة للنهضة؟
- استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات كانت ترشح «نداء تونس» لأن يكون في المرتبة الأولى، لكن خلال الحملة الانتخابية حصلت تعديلات، وكانت هناك تحركات، فصار هناك إحساس غالب لدى عدد كبير من الناس أن النهضة ستكون في المرتبة الأولى، لذلك النتائج من هذه الناحية كانت مفاجئة.
فأن يكون «نداء تونس» أولا و«النهضة» ثانيا هذا فاجأ عددا كبيرا، لكن الأهم من ذلك هو أن صعود «نداء تونس» للمرتبة الأولى بهذا العدد أثار مخاوف متعددة،هذه المخاوف تتعلق بالخوف من التراجع في مجال الحريات، وفى مجال الديمقراطية، الخوف أيضا من ضعف الاستقرار في البلاد باعتبار أن حزب نداء تونس له مكونات متعددة، وليست دائما متجانسة، لذلك صار الحديث في داخل الساحة عن حجم المخاطر التي تهدد الحرية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، وما إذا كانت هيمنة حزب نداء تونس ستقود إلى ما يسمونه التغول أي الهيمنة، بينما حركة النهضة تدعو إلى الوفاق، والشراكة، واستمرار تأسيس الديمقراطية، وحماية الحرية هذا أثار عددا من المخاوف التي استمرت حتى في خلال الحملة الرئاسية في دورها الأول، ومازالت حاضرة، وفى الانتخابات الديمقراطية لا شيء معروف سلفا، والانتخابات لم تعط لحزب أغلبية.
■ ماذا عن دعم حركة النهضة للرئيس المؤقت المنصف المرزوقي؟
- نحن لم نرشح من بيننا أحدا للانتخابات الرئاسية، ونظرا لكثافة عدد المترشحين اقترحنا البحث عن رئيس توافقي أي تقليص عدد المترشحين من خلال توافق عدد لا بأس به على الانسحاب، ودعم أحدهم حتى يكون النجاح جيدا، لكن هذه الخطوة لم تنجح، واحترمنا ذلك، وعندما جاء التصويت حصل نوع من الاستقطاب أي التركيز على شخصيتين اثنتين،هما الرئيس المنصف المرزوقي، والباجي السبسي، ما جعل بقية المرشحين نسبيا قلقين، وينتقدون هذا الوضع الذي تم فيه التركيز على اثنين.
والحركة لديها أصدقاء كثيرون بين المرشحين، وبما أنه لم يتم الاتفاق على أحد فآثرنا أن نفوض لقواعد الحركة أن تختار ما تراه مناسبا لقيادة المرحلة القادمة، وبما أن التركيز على اثنين نستطيع أن نقول إنه حدث نوع من الانقسام في المجتمع التونسي، فحوالي ثلاثة أرباع المجتمع التونسي انقسموا بين الرئيس المرزوقي، والباجي قائد السبسي، والربع الباقي توزع على بقية المرشحين.
■ كيف ترى جولة الإعادة؟
- الدور الثاني سيكون غامضا لأن نسبة 26% من القاعدة الانتخابية، زيادة على ما يمكن أن يضاف، ستتوزع بين المرشحين بنسب مختلفة، ومن الممكن أن يمتنع جزء منهم عن التصويت، لا ندرى.
■ من ستدعم النهضة في جولة الإعادة؟
- هذا هو السؤال الملح الآن والحقيقة لا أخفى عنك أنه لم نقرر بعد، فنحن موقفنا إلى حين أن نقرر شيئا آخر هو الحياد، ودعوة الناس للذهاب إلى الانتخابات حتى الذين تخلفوا في الدور الأول، وموقفنا حتى الآن هو دعوة التونسيين لمباشرة الديمقراطية المباشرة، انتخاب الأقدر من بين شخصيتين محترمتين.
■ هل الانتخابات فى تونس انحصرت بين مرشحين أحدهما للنظام القديم والآخر للإسلاميين؟
- ليس بالضبط، لكن هناك مخاوف من ممارسات النظام القديم ومن عودة ممارساته أو بعض وجوهه.
■ معنى ذلك أنكم تؤيدون الإقصاء؟
- هناك مخاوف تطارد التونسيين تتعلق بالحرية والديمقراطية.
■ من هي الجهة التي يخشى التونسيون أن تضيق عليهم في الحريات، والديمقراطية؟
- أنصار النظام القديم، حيث يعتبرون أقرب أناس يستسهلون إمكانية التراجع في مجال الحريات، والديمقراطية، وأولئك الذين لم يكن في مسار حياتهم الدفاع عن الحرية والديمقراطية.
■ هل تقدم السبسي في السن يعوق أداء مهامه الرئاسية؟
- نحن في حركة النهضة عندما طرح مشروع قانون يمنع سن الترشح لمن فوق الثمانين اعترضنا عليه، وقلنا إن التونسيين سيحسنون الاختيار، ومن حق البعض التخوف من أن الإنسان عندما يتقدم في السن كثيرا يخشى أن يؤثر على قدرته على الأداء.
■ كيف تتعاملون مع الرئيس القادم؟
- نحن سنتعامل مع أي رئيس سيختاره التونسيون، وسنتعاون معه ونحترمه وسنكون ناصحين لبلدنا، وسيكون رئيسا لنا جميعا.
■ هل أنتم راضون عن أداء حكومة مهدي جمعة «التكنوقراط»؟
- حكومة مهدي جمعة جاءت في ظروف استثنائية من خلال حوار وطني، وكانت حركة النهضة قد اشترطت ألا نكلف حكومة جديدة إلا بعد أن نستكمل الدستور، ونضع البلاد على سكة الانتخابات، وهذا الذي وقع، وبالتالي هذه الحكومة جاءت لمواصلة الاستعدادات، وإدارة الانتخابات الرئاسية، والتشريعية، لمعالجة القضايا الاقتصادية، والمالية، وبصفة عامة هذه الحكومة يمكن القول إنها أدت دورها باعتبار أن البلد أنهى الانتخابات التشريعية، وهو على وشك أن ينهى الانتخابات الرئاسية في ظروف طيبة بصفة عامة، وبالتالي الرسالة السياسية لهذه الحكومة يمكن القول إنها أدت دورها كما ينبغي.
■ يعنى ذلك أنكم راضون عن حكومة «الترويكا» وقت أن كنتم في الحكم؟
- نعم نحن راضون، ونعتبر حكومة الترويكا قد حمت البلاد من المخاطر الحقيقية التي كانت تتهددها من الداخل، ومن الخارج، حمت بلادنا من الإرهاب، وبالتالي بأقل التكاليف، ودحرناها، ومازلنا نلاحقه، حمت الوحدة الوطنية، والحرية، وهو أكبر هدف للثورة التونسية، وأسست الديمقراطية من خلال دستور، وهيئات، وانتخابات تفاعلت مع الحوار الوطني، وجمع التونسيون حوله، وعالجت أكثر ما يمكن من القضايا العالقة، المتعلقة بالجوانب الاجتماعية، ولذلك تونس تسير في مسار سليم، في مسار دولة ديمقراطية، ستكثف جهودها بعد هذا المسار الديمقراطي في المجال الاقتصادي، والاجتماعي، ومواصلة تحقيق الاستقرار الأمني كل هذا بتضافر جهود كثيرة؛ حكومتي الترويكا الأولى والثانية، والحكومة التي قبلها، وحكومة جمعة، ومازال الطريق طويلا.
■ هل الاغتيالات السياسية في عهد حكمة الترويكا وتغيير النظام في مصر كان له دور في تسليمكم الحكم لحكومة توافق وطني؟
- طبعا الأزمات التي مرت بها بلدان الربيع العربي كثيرة، تونس لم تكن في منأى عن هذه الأزمات سواء كانت من داخلها أو من خارجها، نحن عالجنا المشاكل والمخاطر بطريقتنا فلم نساوم في موضوع حماية الحرية، والديمقراطية، وعالجنا ما استطعنا من بقية المشاكل، ولم نخلط بين موضوع الإرهاب الذي ضرب المنطقة، وموضوع الحرية، والديمقراطية فالإرهاب لا يعنى التخلي عن الحرية، والديمقراطية عندنا بل الحرية، والديمقراطية، والحزم في المجال الأمني، والثقافي.
فنحن عالجنا الموجة التي كانت في 2012 وحتى 2014 في مجال الإرهاب، والدولة تلاحق بقايا هذه الخلايا، ولكنها أبدا لم تفكر، برغم محاولات البعض، في أن تجعل الديمقراطية والحرية في مهب الريح، فتونس ثابتة على ثلاثة مستويات، مستوى الحرية والديمقراطية ثابتة في الطريق، وتتقدم بخطوات سريعة في مقاومة الإرهاب وضمان الأمن، وهى تقاوم هذا الإرهاب وتلاحقه، ومنتصرة عليه لكن مازالت بقايا نعالجها ككل دولة ديمقراطية، وثابتة في التعاطي مع الملف الاقتصادي والاجتماعي الذي نعرف أنه يحتاج لشيء من الوقت حتى تصبح نسبة النمو أكثر من النسبة الحالية، وحتى تتوغل في الإصلاحات التي نجريها حتى الآن.
ونحن استفدنا من الدرس الذي حدث في الشقيقة مصر، وأخذنا ذلك بعين الاعتبار، وإذا كان من درس في تقديري الشخصي فهو ألا نعيد التجربة المصرية في بلد آخر، فنحن لا نريد أن نضيع إما الأمن أو الوحدة الوطنية أو الحرية، نحن دولة قادرة أن تحفظ وحدتها الوطنية، وأمنها واستقرارها، وحريتها وديمقراطيتها، نحن نريد أن نجمع كل أهداف التوانسة، والعرب قادرون على هذا، ونأمل أن يكون المثال التونسي ناجحا، ومساعدا على تأكيد أن الدول العربية، والإسلامية مؤهلة.
■ هل جماعة الإخوان في مصر عند وصولها للحكم ارتكبت أخطاء تسببت في خروج مظاهرات طالبت بإنهاء حكم «الإرشاد»؟
- الحقيقة أنا لا أستطيع أن أتحدث عن الشقيقة مصر إلا من بعيد، أشقاؤنا المصريون هم الأقدر على تحديد وتحليل أوضاعهم، أنا أتحدث من بعد في الأشياء الكبرى العامة.
الثورتان التونسية، والمصرية كانتا متشابهتين في بعض النواحي، أنتم أجريتم انتخابات حرة، ونزيهة، وانتصر فيها رئيس شرعي بالديمقراطية، ونحن هنا انتخبنا مجلسا تأسيسيا بطريقة أخرى، كانت هنا أيضا احتجاجات شعبية على بعض قرارات الحكومة أو على أشياء تختلف فيها، فبعض الثورات تكون المظاهرات فيها أمرا تلقائيا، ويوميا، لان الناس يعبرون عن طموحات مشروعة، ويريدونها بسرعة، وتحتاج إلى وقت حتى يعود البلد للهدوء بشكل تدريجي، لكن نحن في تونس- على الأقل في حركة النهضة، وكانت العمود الفقري للحكم خلال 2012 و2013،واستمرت أكبر قوة في المجلس التأسيسي حتى 2014 وأحزاب أخرى كثيرة- كنا دائما نقول بأن نعالج قضايا التونسيين بالديمقراطية، والحوار، وليس بطرق أخرى، ولذلك نجحنا في إنجاز الدستور، وعالجنا المشاكل عن طريق الحوار، وبطرق شرعية، ولا يوجد إكراه، ونحن ضد أن يكون رئيس منتخب بطريقة شرعية، يعزل بطريقة غير شرعية، الانتخابات التي توصل رئيسا تزيله أخرى مشابهة، هذا من طبيعة الديمقراطية، لذلك منهجنا في تونس اختلف عن المنهج المصري وعن الفاعلين السياسيين بصفة عامة في مصر.
■ لكن الثورات لا تغير عن طريق الصناديق، وهذا ما حدث في الثورتين التونسية والمصرية، وحدث أيضا عند عزل مرسى؟
- هذا شأن مصري داخلي هل الذي غير الرئيس مرسى هو الشارع أم الذي غيره هو الجيش.. الجواب عند المصريين، وعند العالم، وما الذي يمنع رئيسا منتخبا شرعيا أن يطرح انتخابات رئاسية سابقة لأوانها إذا وجدت مشكلة كبيرة.
■ لكن مرسى رفض ذلك؟
- أنا لا أريد الدخول في الحالة المصرية، فالعالم كله شاهد ما حدث، والشاشات كانت تقدم أحجام المسيرات من هذا الصنف أو ذاك، والاعتصامات من هذه الوجهة أو تلك، لماذا نقول الشعب ثار على هذا، ولا نرى الحجم الآخر الذي كان يتمسك بالشرعية، أيهما كان أكثر؟ العالم شاهد ذلك.. هل حسمت الموقف صناديق الاقتراع..هل حسم الموقف عبر الحوار..هل حسم عبر احترام الدستور الساري؟ لا ليس ذلك.. بالتالي هنا الاختلاف كما رأيت بين ما حدث في تونس وما حدث في الشقيقة مصر.
ففي تونس عندما نتصارع نتحاور، ونوجد حلولا سلمية لا تدوس على الشرعية، ولكنها أيضا توجد مخارج للأزمات، ولذلك وصلنا إلى ما وصلنا إليه، وفى الشقيقة مصر عندما وصلوا إلى الخلافات، وهذا من طبيعة الثورات أو من غير ثورات، لم يتم حل الخلاف عبر الحوار وعبر الشرعية، وإنما استعملت طرق أخرى،غير ديمقراطية في أدنى وصف لها.
■ ساد حديث خلال الآونة الأخيرة عن المصالحة .. كيف ترونها؟
- مصر عزيزة علينا، وهى أكبر دولة عربية، علاقتنا عريقة جدا بمصر، فشعبيا حتى في حركة الإصلاح تاريخيا كانت مصر وتونس قريبتين لبعضهما جدا، والتأثير متبادلا، وهنا كثير من التشابه بينهما.نحن نتمنى لمصر كل الاستقرار والازدهار، وكل الحرية والديمقراطية.. كيف تكون مصر المثال أو حتى القاطرة للعرب والمسلمين، فأشقاؤنا المصريون بكل توجهاتهم السياسية هم الأقدر على إيجاد هذا الحل بينهم، كل ما نتمناه أن تكون مصر في نشرات الإعلام، وعند الرأي العام المصري والعربي والدولي- الدولة التي فيها الحرية والديمقراطية.. كيف يجدون الطريق لذلك ليس صعبا جدا على ما نعرفه من النخب المصرية.
■ لكن في موضوع المصالحة تحديدا هل تدعموها إن وجدت؟
- ما يتوافق عليه المصريون نحن لا نملك إلا أن نحترمه وندعمه.
■ هل ترى وجود إمكانية للمصالحة بين الجماعة والنظام؟
- لست ملما في الحقيقة، لك إذا سألتني عن ما هي الأشياء التي تجمع الناس وتجعلهم يأتلفون، ويريدون حلولا تجدني أقول لك هي احترام الحريات واحترام الشرعية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، حماية الوطن، أي حماية الوحدة الوطنية بمعنى الاستقرار، والأمن.. هل هذا عزيز علىّ كمصر والمصريين؟ لا أظن، فهم لهم باع في التاريخ، وقادرون عليه ولا يحتاجون إلى تدخلات أو نصائح أجنبية، وهم يعرفون ذلك جيدا، والحق بيّن في مصر، فقط نحن لا نرى في تونس، وأحسب أن هذا يصح في أي بلد من البلدان الشقيقة لأني إما الاستقرار بدون ديمقراطية أو حقوق الإنسان، وبدون احترام الشرعية.. أو خيار آ؛ خر حرية، وديمقراطية مع ذهاب الاستقرار.. هذا كان في الأنظمة السابقة للثورات، كانوا يبررون ضربهم حقوق الإنسان، والحريات، والديمقراطية بأنها تتنافى مع الاستقرار والوحدة الوطنية، ونحن لا نرى شعوبنا في ذلك الطور، وشعوبنا مؤهلة لتعيش الديمقراطية والحرية، وتعيش معهما الاستقرار، وبكل هذا تأتى ثمار الازدهار، والتقدم الاقتصادي
■ جماعة الإخوان كانت تحلم بالخلافة لكن ما حدث فى مصر بعزل مرسى وهزيمة النهضة في تونس ضرب هذا المشروع؟
- أنا أحد القيادات في حركة النهضة، ولا توجد هذه الفكرة التي طرحتها، ولا أعلم بوجودها في حركة الإخوان في مصر، ولا في غيرها من الحركات، وإذا حاولنا أن نعرف ما هو الذي يشبه الخلافة الآن فهو نظام الدولة،عندنا دولة من نظام سياسي تتكون من رئيس وحكومة، وسلطة تشريعية، وهذا يتفاوت بين الأنظمة.
كلمة الخلافة عندي تاريخيا تعنى النظام السياسي بصفة عامة، وتطورت الأنظمة في العالم حتى صارت واضحة ملكية، وجمهورية، وسلطة تشريعية.
وبالتالي لا وجود عندي للحلم إذا كان مقصودا به الخلافة.. شيء هلامي ليس له معنى إلا إذا كان المقصود به هو العمل على أن تكون الدول العربية والإسلامية، كل دولة لها نظام ديمقراطي، وحر، وشرعية.
■ ماذا عن علاقتكم بالنظام في مصر؟
-علاقتنا بمصر عريقة جدا على جميع المستويات، وعلى المستوى الدبلوماسى وطيدة جدا.
صار موضوع التباين فى موضوع الديمقراطية، الحريات، والأحداث التى جرت فى #مصر نحن قلنا رأينا بوضوح، وهو من تمام واجباتنا، ونحن نحترم أشقاءنا المصريين كلهم، ولا نحب الخلاف في التقدير، ولا نتدخل في شأن مصر، ولا نرى أن النظام المصري يؤثر علينا في رؤيتنا للأشياء، والعلاقات تكون علاقات حكومات، ورئيس جمهورية.
■ أنا أسأل كيف ترى النهضة النظام في مصر؟
- عندنا نقطة خلاف في موضوعات الحريات، والديمقراطيات، وهل هذا يؤدى إلى التدخل في الشؤون الداخلية لطرف آخر هذا لا يصح، والأصل الاحترام بين الدول الشقيقة، وعدم التدخل فى شؤون الآخر.ورؤيتنا للديمقراطية أو تقييمنا للأحداث مختلفة لكن هذا لا دخل له ولا يجب أن يؤثر تأثيرا بالغا في بقية أبعاد علاقاتنا.
■ ماذا عن علاقتكم بالتنظيم الدولي للإخوان؟
- لا يوجد تنظيم عالمي للإخوان كما يتم الحديث عنه في الصحف، كما لو أنه تنظيم حديدي، توجد حركات إسلامية مختلفة كل واحدة حركة سياسية لها مشروع وطنى.
■ كيف ترى داعش والإرهاب الذي يضرب المنطقة؟
- الإرهاب آفة ما ضربت فى مجتمع إلا وشوهت تاريخه وثورته، وشوهت إسلامه، ونالت من الإسلام، والمسلمين، ولا يوجد شيء شوه الثورات العربية مثل الإرهاب، ومن بينها داعش، فهناك جهات تربط الإسلام بالحرية والديمقراطية والعدل والجمال، والإرهاب يربط الإسلام بنقيضه ومنها القسوة والقتل وجز الرؤوس والنظرة الدونية للمرأة.ويجب التعامل مع الإرهاب بالطريق الأمنى الذى لا تردٍ فيه، والطريق القضائي، والتعامل الثقافي الاجتماعي؛ لأن الموضوع يتعلق بكيفية غسل أدمغة الناس وكونهم فى قبضة هؤلاء (المصري اليوم)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.