إعداد و حوار :الأستاذ بولبابة سالم بالنظر إلى حالة الترقب التي تسود الشارع التونسي بعد بدء مناقشة مسودّة الدستور و ما رافقها من تجاذبات سياسية , و كذلك ما تشهده مصر الشقيقة من أحداث مؤسفة و إمكانية أن يلقي ذلك بظلاله على المشهد التونسي يستضيف موقع " باب نات " السادة المنجي الرحوي عن الجبهة الشعبية و العجمي الوريمي عن حركة النهضة و محمد الحامدي عن التحالف الديمقراطي للحوار معهم حول القضايا الراهنة و للإجابة عن الأسئلة التي يطرحها الشارع التونسي . حوار مع القيادي في حركة النهضة السيد العجمي الوريمي: ضيفنا اليوم هو مناضل و سجين سياسي سابق , قضى أجمل سنوات العمر في السجن {16 سنة و نصف } , تعرّض إلى تعذيب وحشي حتى فقد الذاكرة لمدّة , يصنّفه البعض ضمن التيار الليبرالي لحركة النهضة لمواقفه الحداثية و علاقاته الجيّدة بمختلف الفرقاء السياسيين الذين عرفهم في سنوات النضال الطلابي فقد كان من مؤسسي الإتحاد العام التونسي للطلبة . سألناه عن مواقف النهضة من العديد من القضايا التي يطرحها الشارع السياسي التونسي هذه الأيام. 1/ بدأت لجنة التوافقات حول الدستور عملها اليوم , هل ننتظر دستورا توافقيا و تنازلات ضرورية من النهضة حول الفصل 141 و الحقوق الإجتماعية ؟ الدستور توافقي أو لا يكون , و تمشي حركة النهضة من البداية هو تمشي توافقي لأنه ينبع من رؤيتها السياسية وهو أفضل طريق نحو الديمقراطية , و اعتقد أن المعارضة قد حصلت على كل ما أرادت ضمن الحوار الوطني الذي حصل بقصر الضيافة بقرطاج . 2/ لكن هناك بعض أطراف المعارضة التي رفضت مسودّة الدستور و اعتبرته يكرّس الرؤية الإيديولوجية لحركة النهضة ؟ هذه مزايدات سياسية و هي مواقف ليست منصفة , هل يمكن للسيد عياض بن عاشور مثلا أن يجامل حركة النهضة عندما استحسن مسودّة الدستور الحالي , كما أنّ الكثير من خبراء القانون في العالم أُعجبوا بهذا الدستور الذي هو ثمرة عمل اللجان و استشارة وطنية واسعة . 3/ كيف تنظرون إلى مواقف السيد أحمد نجيب الشابي الأخيرة و التي رأى فيها البعض تقاربا محتملا مع حركة النهضة ؟ مواقف السيد أحمد نجيب الشابي من الإنقلاب العسكري في مصر تنسجم مع قناعاته و مبادئه الديمقراطية وهو موقف قد خلط أوراق بعض المغامرين في تونس , لقد كان السيد نجيب الشابي واضحا عندما أكّد أنّه لا شرعية إلا شرعية الصندوق وهو أكثر مبدئيّة من الكثير ممّن يدّعون الديمقراطية . لقد كان لنا حوار مع السيد نجيب الشابي و الحزب الجمهوري و كانت لنا رؤيتان مختلفتان للنظام السياسي , رؤية النهضة للنظام السياسي تقوم على نظام برلماني مطلق و الجمهوري يطرح نظام شبه رئاسي , و بالحوار وصلنا إلى ما يرضي الجميع أي نظام مختلط تتوزع فيه السلطات بين رأسي السلطة التنفيذية , كما تفاعلنا معه حول رؤيته للمرحلة الإنتقالية . 4/يؤكد الكثير من خبراء القانون {قيس سعيد و عياض بن عاشور } على ضرورة تنظيم انتخابات رئاسية قبل التشريعية خوفا من مشاكل إجرائية ؟ أعتقد أنّه من الممكن إجراء الإنتخابات الرئاسية تزامنا مع الإنتخابات التشريعية ربحا للوقت و تقليلا من المصاريف لأن الانتخابات تتطلب إمكانيات مالية هائلة . و المؤسف أنه توجد أصوات من المعارضة تدعو لانتخابات رئاسية قبل التشريعية لحسابات مغلوطة , فمن يفوز بالانتخابات الرئاسية لو حصلت فإنّ نتيجتها ستؤثّر على التشريعية . 5/ يتداول هذه الأيام بأنّ السيد أحمد نجيب الشابي سيكون مرشح حركة النهضة للانتخابات الرئاسية . ما تعليقك ؟ الحسم في مرشح النهضة للانتخابات الرئاسية سيتم الحسم فيه في اجتماع مجلس الشورى القادم , و يوجد الآن رأيين : الأوّل يرشّح أحد أبناء الحركة للانتخابات الرئاسية , و الثاني يدعو إلى دعم ترشيح أحد حلفائنا أو إحدى الشخصيات المستقلة . و كل شيء ممكن . 6/ تحدّث السيد حسين الجزيري عن إمكانية التحالف مع الحزب الجمهوري و التحالف الوطني الديمقراطي , هل تسعى النهضة إلى توسيع تحالفاتها ؟ نعتبر الأحزاب التي ذكرتها أصدقاء قدامى و قد كنا حلفاء في سنوات الجمر و لنا تاريخ نضالي مشترك مع الحزب الديمقراطي التقدمي , نحن في مرحلة حوار مع القوى الديمقراطية الحقيقية و حركة النهضة لن تحكم لوحدها أبدا و تلك قناعتنا . 7/ نظّمتم تظاهرة في شارع الحبيب بورقيبة للتنديد بالإنقلاب العسكري في مصر و مساندة للشرعية . هل هي ضربة استباقية لفرضية تكرار السيناريو المصري في تونس ؟ لدينا واجب أخلاقي و سياسي تجاه الثورات العربية فتونس هي مهد الثورة , و نحن بهذه التظاهرة ندعم الرئيس محمد مرسي باعتباره رئيسا منتخبا من الشعب و لا يجوز الإطاحة به إلا عبر الصندوق الإنتخابي . الثورات العربية قطعت مع أنظمة الفساد و الدكتاتورية و الشعوب طلقت الخوف إلى الأبد . 8/ طالت المرحلة الإنتقالية في تونس , هل أنت متفائل بتجاوز أصعب مرحلة في تاريخ تونس ؟ لقد وقع إحداث هيئة الإعلام السمعي البصري كما تمّ تشكيل هيئة القضاء العدلي , هيئة الإنتخابات ستعيّن تركيبتها خلال أسبوع بالتوافق , خطونا خطوات مهمة و ننتظر إنتهاء صياغة الدستور و تحديد موعد للإنتخابات و بقية أحكام الفترة الإنتقالية . نحن منفتحون على الجميع و سنصل إلى توافقات قريبا جدا حول كل الإختلافات . قدرنا أن ننجح و سننجح رغم كل الصعوبات و الشعب التونسي واع جدا و ذكي جدا و لا تنطلي عليه الإشاعات و قلب الحقائق .