ذكر عدد من المواطنين من متساكني الشريط الحدودي التونسي الجزائري أن موجة برد وصفها البعض بالقوية تجتاح منذ يومين مدنهم المتناثرة فى ذلك الشريط سيما بولايتي جندوبةوالكاف وعدم توفر الحطب فضلا عن ارتفاع سعره قد ساهم في حدة الموجة وتأثيراتها السلبية خاصة على الاطفال والمسنين وحتى على المواشى التي تعد مصدر عيش عشرات الالاف من متساكني الشريط. وفى هذا الصدد، أشار أشرف الدبوسى أحد متساكنى مدينة عين دراهم الى حدة موجة البرد والتي تصاعدت هذه الايام لعدم توفر مادة الخشب الوقود التقليدي للمدافي المعتمدة في جل منازل المنطقة البلدية، مبينا أن عدم توفر الخشب راجع بالاساس الى ارتفاع سعر الكمية المحددة بحمولة جرار فلاحي الى نحو200 دينار للحمولة الواحدة والى عدم توفر الخشب اليابس بالكمية الكافية داخل المناطق الغابية وامتناع ادارة الغابات عن منح تراخيص لقطع الاشجار الخضراء. أما أحمد عمارة أحد متساكني منطقة المريج بعمادة حليمة من معتمدية الفرنانة فقد ذكر أن متساكني المناطق الريفية الحدودية أقل تأثرا بهذه الموجة مقارنة بقاطني المناطق البلدية وذلك لتوفر الحطب ومجانيته مشيرا الى أن عددا من المواطنين يلتجئون الى القطع العشوائي للاشجار لاسيما في غياب المراقبة وصعوبتها في مثل تلك المناطق ذات التضاريس الوعرة. وعن الاطفال والمسنين شددت منية السلطانى ربة بيت أصيلة منطقة عين سلطان من معتمدية غار الدماء على أن أكثر المتضررين من موجة البرد هم الاطفال والمسنون معتبرة أن الموجة تحول دون قدرة الاطفال على الخروج من منازلهم واللعب في الاماكن المفتوحة بما في ذلك ساحات منازلهم وأن العطلة التي يقضيها تلامذة تلك القرى لا يستفاد منها بالقدر الذي يساعد التلاميذ على الترفيه رغم غياب أداوته وأطره كما أنها تحول دون قدرة المسنين على زيارة جيرانهم والترويح على أنفسهم على حد تعبيرها. وأضاف الفلاح محمد الزين 50 سنة أحد متساكني منطقة الطويرف من ولاية الكاف أن موجة البرد التي تجتاح هذه الايام منطقة الطويرف باعتبارها مفتوحة من الجهة الغربية على التيارات الهوائية القادمة من سلسلة جبال الاطلس يصعب مقاومتها ويمكن أن تؤثر سلبا على قطيع الحيوانات لاسيما تلك التي تمر بمرحلة التوالد على غرار الاغنام والماعز. وفى اشارة الى علاقة موجة البرد بنزول الثلوج أفاد عدد من المواطنين القاطنين بمدينة عين دراهم أن الامكانية واردة وأن موجات البرد المشابهة عادة ما يرافقها نزول الثلوج ولكن هذه المرة بأقل حدة حسب محسن العرفاوي أحد متساكني المدينة. (وات)