اخيرا, صدر للعلن تقرير ما سمي بلجنة الحريات الفردية و المساواة المحدثة من رئاسة الجمهورية, و انطلقت تباعا ردود الفعل المهللة و المطبلة من ناحية و الرافضة و الطاعنة من ناحية اخرى . ليس مطلوبا من المواطن العادي, ان يطلع على فحوى التقرير او ان ينتقد محتواه علميا او شرعيا او قانونيا و دستوريا , بل من المؤكد ان للتونسي في هذا الظرف الوطني العصيب سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا اهتمامات و اولويات اخرى تؤرقه و ترفع درجات التوتر لديه الى الاقصى في علاقة بالمعيشة اليومية والتنقل و امتحانات الاطفال ..... حتى لا اثقل على القارئ ,و من اجل وضوح الرؤية و الصورة في ذهن المتلقي, اشير في مقالي هذا لبعض النقاط الاساسية و التي يمكن ان تمثل مرجعية للتونسي المسلم المتمسك بهويته و اصالته و ان كان يعاقر الخمرة او من غير مرتادي المساجد : - في الاسلام احكام قطعية مجمع عليها مند نزول الوحي ليومنا هذا بين علماء الامة و فقهائها , ليست مجالا للاجتهاد او التجديد ,مثل احكام الميراث المنصوص عليها صراحة و بكل دقة في القران الكريم و حتى اختلافات المداهب الاربعة الكبرى فتهم الفروع و ليس الاصول . - لو كانت احكام الله القطعية تحتمل التاويل و التبديل, لكان القران الكريم فتنة بين المسلمين و حاشا الله ان يبث الفتنة بين عباده المؤمنين ,فالحلال بين و الحرام بين ,و ما اجتهادات بعض من يدعي في العلم فلسفة في ثوابت الدين الا مجرد خزعبلات و هراء . - ما معنى و جدوى ان ينص الدستور على ان تونس دولة دينها الاسلام, اذا لم يكن لذلك اثر واقعي و ملموس ,متمثل في التزام الدولة بدين الغالبية الساحقة لشعبها و عدم المساس بثوابته المجمع عليها و خصوصا من رئيس الجمهورية الممثل الرسمي للدولة حسب الدستور . - لماذا لا توجد في تونس مرجعية علمية مؤسساتية دينية مستقلة تضم كبار العلماء و الفقهاء و ما اكثرهم في تونس على مر العقود و السنين ,لترد على كل مساس بثوابت الدين و حدوده اقول اخيرا للتونسيين المسلمين :لا تهتموا بمثل هاته التقارير و تمسكوا بثوابت دينكم المتوارثة و المجمع عليها مند القدم, و ان كانت امام هاته المبادرة عقبات امام البرلمان و المحكمة الدستورية عليها تجاوزها و تخطيها , فاني اتحدى جهة المبادرة ان تعلن عزمها منذ الان على عرضها على الاستفتاء الشعبي, اذ لن تتجاوز في افضل الحالات الصفر فاصل صفر فاصل صفر فاصل صفر فاصل واحد . كما ان اسلامنا العزيز و العظيم المضمن في الدستور لهو اعلى من الاتفاقيات الدولية و احب الينا من ارضاء اليهود او النصارى . و كما قال عادل امام في احدى مسرحياته : "اقلب الورقة ...اقلب الورقة ".