على عكس من فرحوا وطبلوا وهللوا للنهضة بالفوز الذي حققته في الانتخابات البلدية وخصوصا فوز سعاد عبد الرحيم فإنني لم أفرح لها لأن هذا الانتصار سيكبدها خسائر لا يعلم مداها الا الله ولن تقدر على تحملها فيضيع منها الجمل بما حمل... انه فوز قبل أوانه...وينطبق عليه المثل الشعبي القائل (الحصيرة قبل الجامع)...وكان من المفروض أن لا تفكر النهضة في احتلال المناصب القيادية الهامة والخطيرة قبل أن تنهيعملية التطبيع مع خصومها ..ومع من يرفضونها..ومن يعادونها...ومع من يعملون على قطع جذورها واستئصالها نهائيا...وكل هؤلاء يمثلون قوة سياسية ومالية واقتصادية وثقافية واعلامية لا يستهان بها...و الى الأن لم تنجح النهضة في نزع الفتيل بينهم وبينها...ولم تستطع الى الان اقناعهم بان امكانية التعايش بين الطرفين ممكنة....ان الصراع متواصل...والمعركة لم تضع اوزارها...ومازالت البلاد بسبب هذا التباين والتباغض والتنافر على كفة عفريت....ولذلك فان فوزها في الانتخابات البلدية هو فوز يشبه القنبلة الموقوتة وسيشعل الصراعات ...وسيضع الجميع في مواجهة لا أحد يتكهن بشكلها ..وصورتها...ونتائجها... وستندم النهضة بعد أن تفيق من نشوة الانتصارفي البلديات مثلما ندمت عندما هرولت نحو القصبة ووضعت الجبالي و العريض في عين العاصفة ثم هربت (بالروح)..وهي تصيح.(سيبني نشعف )...ولكن ندمها هذه المرة سيكون أشد مرارة...وأكثر قسوة...والأيام بيننا...