عندما نكون تائهين في عقولنا نفقد البوصلة التي نقتدي بها ونضيّع الشمال وحتى ان كنا نملك النجمة القطبية فاحيانا كثيرة نفقده الشمال وربما نبحث عنه في الجنوب الشرقي وقال الافرنجة بلغة فولتار chercher midi à 14 H واللبيب من الاشارة ربما يفهم وتماديا في هذا المنحى الزمني والجغرافي رايت كهلا واقفا امام فترينة بوتيك ساعاتي في حارتنا ، الفترينة مرصعة بجميع الساعات اليدوية العالمية واسوامها قريبة من الخيال وقريبة من الواقع اذ الساعة تباع بما قدره نصف دينار * للتوضيح ، اذا كان لليوم 24 ساعة والساعة تتركب من 60 دقيقة فاعلم بالتوضيحات الدقيقة جدا ما معناه سعر الساعة اليدوية فقط يساوي 12 دينار تونسي ، وعودا الى ساعات الفترينة فان وقت او توقيت ساعة لا يتساوى اصلا مع ساعة كانها مبرمجة على المواقيت العالمية بداية من يمين غرينيتش ووصولا الى يساره ، وفي الواقع لم اسال الواقف قربي لانه بقدر ما كان مبهورا بنوعية الساعات بقدر ما كان مستغربا من سكوت كل الساعات وامام هذا المشهد بهرت مثله وربما اصابتني عدوى التيه والضياع وفقدان الصواب وضياع حقيقة الساعة التي نحن فيها ولما سالته الساعة اجابني " نحن امام 26 ساعة ولم نعلم حقيقة التي نحن فيها ؟ فالتفت الى يدي وسالني : كيف تسال عنها وهي في يدك وانت تعلمها ولو ان علمها ليس عندك ؟ فالتفت اليه مستغربا وقلت له : الان يحق قولها كما سبق ان قالتها وهي تحمل من تبحث عنها" بنتها فوق ظهرها وهي تلوّج "...