وأنت تسبح في حلق الوادي، تطالعك مشاهد وصور تتمنى أن لا تشاهدها في تونس فما بالك بمدينة يؤمها يوميا آلاف الزوار، وينزل بها المهاجرون الذين هزهم الحنين الى بلدهم بعد أشهر من الغربة، مدينة يتوافد عليها مئات السياح اللذين هجروا تونس في فترة ما وعادوا اليها في رحلات منظمة بعد تحسن المؤشرات الامنية وليست البيئية. بضعة أمتار على شاطئ حلق الوادي بالقرب من مكان يؤمه الاطفال والنساء والشيوخ، اكوام من الحجارة كان من الممكن ان تكون تحفة طبيعية رائعة تجلب اليها الانظار والزوار، لولا الاوساخ التي تتراكم بها والممتدة على طول الشاطئ فحولته الى مرتع للفئران والقاذورات والزواحف والحشرات. الأوساخ قد تكون معضلة تونس، او عديد الشواطئ التونسية اذ قلما يجد المواطن مكانا نظيفا وقد يسبح البعض بالقرب من الاوساخ وقوارير المياه البلاستيكية وبقايا الطعام في الشاطئ وحتى في المياه التي يتحول لونها احيانا الى رمادي ومصفر وترابي بسبب الاوساخ، وللاسف تجد عديد العائلات التونسية التي تسبح وسط الاوساخ في ظل نقص الإمكانيات المادية وافتقارهم الى وسائل نقل تسمح لهم بالتنقل الى شواطئ نظيفة صالحة للسباحة. وبالإضافة الى المشاهد المزرية التي أصبحت عليها عديد الشواطئ، والروائح المزكمة للانوف والتي يتحمل المواطن جزء من المسؤولية فيها، فإن الظاهرة المزعجة الثانية والتي نجدها بالقرب من المصطافين لجوء بعض الشباب والمنحرفين الى احتساء مشروبات كحولية في وضح النهار ثم إلقاء قوارير الجعة والكحول وبقايا الطعام لتزيد المحيط جمالا على جمال!