واهم من يعتقد أنّ الدول الأجنبيّة أو السفراء أو صندوق النقد الدولي أو من شابههم من القوى الخارجيّة.. يدعمون يوسف الشاهد في مواجهة خصومه السياسيّين بتونس.. أو يمكن أن ينصرونه عليهم.. أو يفرضونه بالقوّة على الجميع.. ويوسف الشاهد نفسه لا يتوهّم ذلك.. وإلاّ كان ساذجا للغاية.. وإن كان يشيع تلك الأفكار لدى الجميع عمدا هو وشلّته.. للإيحاء بالقوّة والدعم الخارجي في مواجهة من يريدون الإطاحة به.. لإفشالهم وبثّ اليأس فيهم.. - القوى الأجنبيّة لا تنصر زيد أو عمر.. ولكنّها تهتمّ بمصالحها ف…قط لا بالأشخاص.. ولعبتها هي أن توهم من هم في السلطة بأنّها تدعمهم.. وأنّها كفيلة بحمايتهم وضمان بقائهم في السلطة.. حتّى تسنزفهم إلى آخر رمق.. وآخر خدمة.. وتأخذ كلّ المنافع والمصالح التي يمكنها الحصول عليها منهم.. في سعيهم لترضيتها والحصول على دعمها.. ثمّ بعد ذلك تنفض أيديها منهم.. وتواصل العمل مع من يأتي محلّهم.. وهكذا دواليك.. - سياسة القوى الأجنبيّة هي أن تربط علاقات واسعة بكلّ الطبقة السياسيّة.. بحيث أنّ أيّ شخص يصل إلى السلطة سيكون متعاونا معها بالضرورة.. أيّا كان.. فهي لا تربط مصير مصالحها الحيويّة بشخص بعينه مهما كان.. ولكنّها تسخّر منظومة كاملة لخدمتها.. - وفي تونس بالذات فإنّ القوى الأجنبيّة لها في كلّ الطبقة السياسيّة الحاليّة ببلادنا ألف يوسف ويوسف يتسابقون على خدمتها وترضيتها خوفا وطمعا وانبطاحا وعمالة..!! فإن ذهب يوسف الشاهد.. أتى ألف غيره لخدمتها وتحقيق مصالحها مقابل رضائها السامي..!! وكما هو القول المشهور "على شكون ترضى هي برك"..!!!