نظمت مؤسسة الحبيب المستاوي للبحوث والدراسات العلمية والتكوين والجمعية التونسية للترجمة أمس الخميس بأحد نزل العاصمة ندوة علمية حول «ترجمة القرآن الكريم الى اللغة الفرنسية للأستاذ الفرنسي «عبد الله دومينيك بنُو». وألقى كلمة الافتتاح الأستاذان صلاح الدين المستاوي وعبد القادر المعالج. وفي جلستين علميتين حاضر الأساتذة محمد مختار العبيدي وصالح البكاري وفريد قطاط وصالح العسلي واحمد باللطيفة حول خصائص هذه الترجمة التي أعدها الفرنسي المسلم «عبد الله دومينيك بنُو»
وذكر الأستاذ صلاح الدين المستاوي ل «الشروق» أن «عبد الله دومينيك بنُو» حذق اللغة العربية واكتسب مختلف العلوم الاسلامية بسوريا بفضل كبار العلماء وعلى رأسهم الشيخ أبو النور خورشيد رحمه الله قبل أن يعود الى فرنسا ويتفرغ لتعليم وارشاد أبناء المسلمين وبالخصوص من أبناء الجيلين الثاني والثالث وتأليف الكتب الاسلامية. وقد ترجم أمهات كتب الثقافة الاسلامية بداية بترجمة القران الكريم وكتاب رياض الصالحين وصحيح مسلم.
كما ترجم عديد الكتب الأخرى لابن عطاء الله السكندري والمحاسبي والأمير عبد القادر ومحي الدين بن عربي وكتاب مقاصد الشريعة لابن عاشور والقوانين الفقهية لابن جُزيْ.
وتعد ترجمة «عبد الله دومينيك بنُو» للقران الكريم من أوسع الترجمات انتشارا حيث تلقى اقبالا كبيرا نظرا ليسر عباراتها وقربها من عقلية المسلمين الناطقين باللغة الفرنسية.
كما يحسب لهذه الترجمة اعتماد الأستاذ «عبد الله دومينيك بنُو» على تفاسير معروفة مثل تفسير الجلالين وتفسير ابن جُزيْ وتفسير القرطبي.اما الترجمات التي اعتمد عليها فهي ترجمات حمزة بوبكر والصادق مازيغ ومحمد حميد الله فضلا عن ترجمات بلاشار وبيرك وغيرها. وقد أجمع المحاضرون الذين أبدوا بعض الملاحظات والتعليقات على ان ترجمة «عبد الله دومينيك بنُو» تعتبر من أفضل الترجمات.
وذهب احد المتدخلين بعد سبر للآراء أجراه وعرض نتائجه على الحاضرين الى ان هناك من يعتبر ان ترجمة «عبد الله دومينيك بنُو» هي التي مكنته من فهم ما لم يكن يفهمه من آيات وسور القران الكريم.
وقد تابع صاحب الترجمة أعمال الجلستين العلميتين بكل اهتمام وتقبل بصدر رحب كل الملاحظات التي أبديت من طرف المحاضرين واعدا بأخذها بعين الاعتبار ومؤكدا أن عمله بشري لم يدّع فيه الكمال شاكرا جميع المحاضرين.
وقد تابع الدورة جمهور من المختصين الذين باركوا تنظيم مثل هذه الندوة التي تجمع مختصين ممن يغارون على القرآن ويريدون أن يقدموا القرآن الكريم لمتكلمي اللغة الفرنسية.
وأبدى الحاضرون رغبتهم في الحصول على ترجمة الأستاذ «عبد الله دومينيك بنُو» للقرآن. وذكر الأستاذ صلاح الدين المستاوي ان هذه الندوة العلمية هي باكورة أنشطة مؤسسة الحبيب المستاوي والجمعية التونسية للترجمة.