الآن وقد أسدل الستار على العملية الانتخابية للمجالس البلدية و قد أفرزت ما اختاره المواطن التونسي عموما لتولى شؤونه المحلية البلدية والآن أيضا و قد تمّ على ما يبدو الانتهاء من تكوين اللجان البلدية المختصة في جل ما يشغل المواطن و تسيير الشأن البلديعموما، حان الوقت للانكباب على أهم الملفات التّي أرقت مضجع المواطن بمدينة بنزرت تحديدا. و مساهمة في إنارة مجلس بلدية بنزرت المنتخب وعلى رأسه السيد كمال عمارة نطرح بعض هذه الملفات التي نعتقد و أنّها من أولويات هذه المرحلة الجديدة و إن كانت هي من الملفات القديمة الجديدة باعتبار و أنّه لم يتم ايجاد حلول جذرية لها أو على الأقل حلحلتها رغم تعاقب المجالس البلدية قبل و بعد الثورة آملين أن تجد اقتراحاتنا الآذان الصاغية و العقول المتبصرة لمساعدة أبناء بنزرت على العيش في ظروف أفضل ممّا هي عليه الآن خاصة و أنّ بنزرت عادة ما تكون قبلة السياحة الداخلية خاصة في الصيف فضلا عن الأجانب الذين يفدون على بنزرت. و حتّى لا نطيل نقول و أنّ هذه الملفات تعتبر ذات أولوية على الأقل في الزمن الراهن و هي : *نظافة المدينة باعتبارها المرآة التي تعكس الحس الحضاري و البيئي للجهة و ذلك بتنظيم رفع الفضلات في ابانها و توعية كلّ من المواطن و عمّال النظافة على التعاون من أجل مدينة نظيفة يستحب فيها العيش و تشجع المصطافون من خارج الجهة على الرجوع إليها باعتبار ما يمثل ذلك من حركية اقتصادية للجهة. *استصلاح حالة الطرقات و الأنهج التّي أصبحت تمثل معضلة سواء للمترجل أو لأصحاب وسائل النقل عموما فحيث ما تجولت داخل المدينة أو بأحيائها إلاّ و استقبلتك الحفر الكثيرة و النتوءات و بالوعات بدون غطاء ممّا قد يتسبب في العديد من الحوادث. *وضعية الجهة في موسم الأمطار تعدّ من المنغصات الحقيقية و الجدّية لأبناء بنزرت حيث تغرق المدينة منذ " المطرة" الأولى لتنطلق معها رحلة العذاب و المكابدة للمواطن و التلميذ و العامل و الراجل و الراكب و عليه لابدّ من ايلاء هذا الموضوع العناية الكافية حتّى ينعم المواطن بظروف أفضل بعيدا عن الغرق في الأوحال و مقذوفات البالوعات " العطرة " فضلا عن اجتياح المياه لبعض المنازل و المحلات التجارية. *معضلة أخرى تعيشها بنزرت و هي الاختناق المروري التي تشهده المدينة خاصة في فصل الصيف و الاصطياف ممّا يتسبب معه في تعطيل الحركة المرورية و بالتالي تعطيل مصالح المواطنين حتّى لا نقول أكثر و بالتالي نرى من الضرورة إعادة النظر في المخطط المديري لحركة المروري فضلا عن تطبيق القانون على كلّ المخالفين من أصحاب السيارات الذي غالبا ما يساهمون في خنق حركة المرور بلإيواء وسائل نقلهم بطريقة فوضوية و لا حضارية. *الحيوانات السائبة خاصة و أن بنزرت تمتاز تقريبا بكلّ أنواع هذه الحيوانات من كلاب و قطط و أبقار و خيول تراها تجوب في قلب المدينة و كثيرا ما أزعجت المواطن و تسببت حتى في بعض حوادث المرور لأصحاب وسائل النقل و حتى يكون كلامنا موضوعيا نقّر وأنّ السلط الجهوية و المحلية أولت هذا الموضوع ما يستحقه من عناية و برزت بعض نتائجه الايجابية خاصة على مستوى الأبقار السائبة و لكن مازالت بعض الكلاب السائبة تصول و تجول في شوارع مدينتنا و في بعض الحدائق العمومية و ما تحدثه من ازعاج لراحة المواطن يعدّ من أخطر المنغصات خاصة في فصل الصيف ... *تنظيم مآوي السيارات في اعتقادنا من المواضيع الهامة حتى لا يبقى المواطن ضحية لابتزاز بعض الأشخاص و أيضا حرمان البلدية من موارد اضافية متأتية من استغلال هذه المآوى بصفة فوضوية من قبل أفراد الذين لا صفة قانونية لهم فتجدهم في كلّ مكان حتّى في بعض شطوط الجهة و يفرضون عليك ما يشاؤون من رسوم و أحيانا بكل فضاضة و غلظة و كأن المأوى ملك لهم و بالتّالي لا بدّ من تنظيم هذا الجانب. *قصر المؤتمرات هو أيضا من الملفات الهامة في الجهة فلا ننكر كل المجهودات التّي بذلتها السلط الجهوية و على رأسهم والي الجهة السيد محمد قويدر لحلحلة هذا الملف و قد نجح في إعادة الحياة إليه و لكن مازال الكثير من العمل لفائدة هذا المعلم التاريخي الهام بالجهة و بالتالي أملنا كبير في المجلس البلدي الحالي في ترشيد هذا المعلم و تطهيره من كلّ الشوائب خاصة على مستوى دهاليزه و المعدات التي به فضلا عن ساحته الخلفية التّي أصبحت عبارة عن اصطبل لبعض مربي الأبقار و الخيول و الأغنام و أيضا ساحته الأمامية لا بدّ من التفكير في جعلها فضاء ترفيهيا حتّى لا تبقى مربضا للأوساخ و أتربة البناء و وكرا لمعاقرة الفساد عموما. *التفكير جدّيا في إعادة النّظر في الأملاك البلدية و جردها و هي كثيرة و ترشيد التصرف في ما تمّ إحالته للخواص على وجه الكراء حتّى لا ينطبق عليه مقولة " هذاك رزق البليك " و ما يعني ذلك في المخيال الشعبي " رزق بلاش أمّالي" و نرى و أنّ هذا الملف بالرغم من الظروف السابقة التّي أحاطت به عند تسويغه على أساس المحابات و المعارف و الترضيات السياسوية الضيقة فلا بدّ من الشجاعة من قبل هذا المجلس المنتخب خاصة و أن الباب السابع من الدستور و قانون المتعلق بالجماعات المحلية الجديد يخوّل لهم ذلك بكل حرية و بعيدا عن أيّ ضغوطات فهل ننتظر طرح هذا الملف على طاولة الدّرس؟؟ هذه لعض الملفات التّي لا بدّ من تناولها من قبل المجلس البلدي الجديد المنتخب حتّى يشعر المواطن بأن اختياره لهذا المجلس كان صائبا مع دعوة أبناء بنزرت عموما لمعاضدة المجهود البلدي باعتباره طرفا أساسيا خاصة و أن القانون أقرّ مبدأ التشاركية بين المواطن و البلدية و ذلك عبر الحضور للدّورات البلدية و المشاركة عبر تقديم الاقتراحات التّي تخدم الصالح العام و هي مناسبة أيضالنقول لأعضاء مجلس البلدي، بمختلف ألوانهم السياسية و مشاربهم الفكرية ، و أنّ البلدية ليست المكان المناسب لاستعراض عضلاتكم على حساب الدّور الحقيقي الذي انتخبتم لأجله فأنتم هنا لخدمة المواطن و الجهة فقط، عدا ذلك هناك ملاعب أخرى و ليتنافس المتنافسون...