بنزرت/ مواكبة الأمين الشابي عدسة فؤاد بن شعبان "عاد الدّر إلى معدنه" هذه القولة تنطبق تماما على عودة الفنانة أمينة فاخت لمعانقة الفنّ و الغناء مجددا بعد غياب عقد من الزمن تقريبا ، عادت لتملأ الفراغ على الساحة الفنّية في مجال الغناء والطرب ولتسعد الجماهير التّي تجاوزت ال 10 آلاف مشاهدا بمسرح الهواء الطلق ببنزرت في سهرة أقل ما يقال فيها، غنّت أمينة و صالت وجالت و الجماهير طربا مثل قطعة "الشكلاطة" ذابت و " ساحت ". نعم " ساحت" شكلاطة الجماهير و ذابت و سالت في سهرة الفنّ الأصيل و الصوت الجميل و تسلطنت أيضا أمينة و صلّت في محراب الفن و الغناء و تخمّر الجمهور و انتشى و انصهر كلّ منهما في الآخر و كانت سهرة ألف ليلة و ليلة حيث اعتلت محبوبة الجماهير الركح في حدود الساعة العاشرة و 20 دق ليلا - و بعد عطب في الكهرباء وانقطاعه منذ ضربة البداية – يعود النور و تعود معه حمامة الجماهير مرفرفة بكلتا جناحيها و هي تحيي الحضور بكلّ حب و تقدير و لتبدأ معه رحلة الطرب و الغناء و ضربة البداية كانت مع " على حبّك احنا تواعدنا" و من البداية أيضا انخرط الجمهور في أجواء السهرة رقصا و صراخا و ترديدا مع أمنية التّي لم تدخر هي الأخرى جهدا في الرقص و القيام بحركاتها المعهودة لتزيد لهيب الجمهور تفاعلا و تمايلا و صراخا و تصفيقا و كانت تتواصل مع الحضور بالفرنسية كقولها " plus fort " ليتفاعل معها الجمهور بالقول " بس شوف أمينة بتعمل ايه" فتجيبه بالقول " vraiment vous etes magnifique " و ليتواصل الغناء مع " موعدنا أرضك يا بلدنا " و يتواصل معها انخراط الجمهور في أجواء السهرة الغنائية لتضيف لهم أغنية " على الجبين عصابة" ليختل الهدوء مع هذا النغم في المدارج و الكراسي لفائدة الحناجر الهادرة و الأجساد المتمايلة و الأيادي الملوحة لتواصل أمينة مع جماهيرها و محبيها التواصل معهم بالقول " لو أرشح نفسي لمنصب هل تنتخبوني قبل كثير من السياسيين" لتجيب الجماهير و بصوت واحد " أكيد " و كان امتداد الركح الذي تمت اضافته خصيصا لحفل أمينة هو ما مكّنها من أن تتحرك بسهولة بين الجماهير فكانت تحيّي هذا و ترقص لآخر و تغازل ثالثا و تراوغ رابعا وهي في انتشاء و قناعة و أن غياب السنين لم تؤثر سلبا على علاقتها بمحبيها وهي في غمرة الانتشاء تتحف الحضور بأغنية " و لا مرّة " لتشعل لهيب الجماهير المشتعل أصلا و ليردّد معها هذه الأغنية كيف لا و هو الذي يحفظها على ظهر قلب. وفي مفاجأة للجمهور تغادر أمينة الركح لتعوضها ابنتها وتقدم له أغنيتين باللغة الفرنسية منها واحدة بعنوان " je ne regrette pas " لتعود بعدها محبوبة الجماهير أمينة بأغنية "سلطان حبّك" ليعود الهرج والمرج إلى المدارج بقيادة أمينة لتتواصل وصلة الأغاني مع " مستغربين " و " كل اللي بيشوفك " و " يمّا ع الماشينا " و " بجاه الله " و " و لا غيرك يا حبيبي " لتتفاجأ أمينة فاخت و هي على الركح بدخول مجموعة من الشابات وهن يجسدن أحد عادات بنزرت زمن الأفراح و الزواج بربط سمكة كبيرة برجل أمينة فاخت لتجرّها ذهابا وإيّابا مثل العروس البنزرتية يوم " الصباح" و ليحمى الوطيس و تشتعل المدارج مجدّدا كيف لا و قد غنّت لهم أمينة من التراث البنزرتي " يا سيّدة يا نغّارة " و على ذلك النّغم البنزرتي أشارت عقارب الساعة إلى منصف الليل لينتهي العرض . ولكن رغم كلّ هذا الأجواء الجميلة وكلّ ما أضفته أمينة فاخت من حركية على حفلها لابدّ من ابداء ثلاثة ملاحظات أراها أساسية أوّلها و أنّ أمينة رغم الغياب الطويل نسبيا لم تأت بجديد بل كانت تكرّر القديم القديم و لم تكن تحفظ جيّدا حتّى بعض أغانيها ربما بحكم هذا الانقطاع الطويل. وثانيا المعدّات الصوتية ستظل وصمة عار في مهرجان بمستوى مهرجان بنزرت الدولي و لا أدري ماذا وراء إصرار الهيئة المديرة على الإبقاء على هذه المعدات و الحال و أنّ استعمالها على وجه الكراء فرجاء أنيرونا ما سرّ وراء ذلك و ثالثا و أخيرا تواصل الهيئة المديرة محاصرة الإعلام الجهوي وتدجينه بشكل لا يخدم الإعلام…وهو ما نستغربه بشدّة..