مثل التلاسن شديد اللهجة الذي حصل بين القياديين في حركة النهضة محمد بن سالم ولطفي زيتون مفاجأة للكثيرين لأنها حادثة تحصل لأول مرة فقد جرت العادة أن تنكر النهضة وجود أي خلافات حقيقية داخلها وان حصلت فهي تحصرها داخل مؤسساتها وتمنع خروجها للعلن وللإعلام. لكن هذه المرة يظهر أن كأس الصبر فاض بالبعض ومنهم محمد بن سالم فماهي أسباب هذه المعركة؟ ظاهريا فان التلاسن الحاد بين زيتون وبن سالم سببه الموقف من تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة وهذا في جانب منه صحيح لكن الأمر يتجاوز هذا بكثير فمحمد بن سالم يمثل شقا داخل النهضة مازال رافضا للتشاركية مع نداء تونس لكنه مضطر لتقبلها تحت الضغط وامتثالا لقرارات الحزب أو رئيس الحزب بينما يمثل زيتون الشق الذي غير مواقفه وصار يظهر في صورة الاسلامي المنفتح الذي يتحدث في كل الأمور ويبررها وتصريحاته في ذلك كثيرة وأشهرها حول العلاقات المثلية . السؤال هنا: هل أن ما حصل بين زيتون وبن سالم هو مؤشر على أن حدة الخلافات داخل النهضة توسعت واشتدت ولم يعد بالإمكان لجمها؟ في هذا الاتجاه قال رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني كون النهضة قادرة على السيطرة على خلافاتها عكس نداء تونس ليضيف أن ما يصدر عن بعض القيادات هو موقف شخصي ما يعني أن الموقف الحقيقي هو ما يدلي به رئيس الحركة وهنا اشكالية أخرى تظهر وهي: هل فعلا تسير النهضة ديمقراطيا أم بالزعامة؟