في أوّل اجتماع للجنة الفنون و الثقافة و التعليم و التربية لبلدية بنزرت، التّي ترأسها الأستاذة خديجة التومي و السيدة ثريا الخمّاري، و التّي انطلقت بدعوة كلّ من يهمه الشأن الثقافي و التربوي بالجهة، فكان الحضور ملفتا للأنظار من اعلاميين و مربين و ممثلين عن المجتمع المدني و المتتبعين للشأن الثقافي عموما حيث ألقى الكل بدلوه حول الشأن الثقافي و التربوي بالجهة و اختلفت الرؤى و الاقتراحات و المطارحات بكل حريّة و موضوعية ونلخص بالتّالي أهمّ ما جاء فيها كما وردت كالآتي : *أي ثقافة نريد؟ و ما هي الآليات المطلوبة لتحقيق هذا المشروع الثقافي في غياب الإرادة السياسية لإعطاء المجال الثقافي ما يستحقه من أولوية ( الميزانية الضعيفة المخصصة للثقافة أقوى دليل ) باعتبار وأنّ الثقافة هي القاطرة التي تدفع بقية المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و التربوية و السياسية و بالتالي لابدّ من الاهتمام بالجانب التأسيسي و تشكيل لجان تفكير لبلورة هذا الغرض و أيضا في غياب التوزيع العادل للمنح المخصصة للجمعيات الثقافية على أساس مقاييس موضوعية بعيدا عن المحاباة فضلا عن محاسبة هذه الجمعيات التي تمتعت بمنح طبقا للقانون؟. *لماذا التجاهل التّام للرموز الثقافية البنزرتية التّي تركت بصمتها و لماذا لا تحمل أنهجنا و شوارعنا أسماء من أسهموا في المجال الثقافي عموما اعترافا لهم بالجميل و لماذا لا يتّم اعداد قاعدة بيانات في المجال الثقافي ليكون مرجعا . *أين المتاحف و الأماكن الأثرية ببنزرت و التّي يمكن لزوار بنزرت الإطّلاع عليها و عبرها التسويق للجهة و قد تمّ اهمال جلّها تقريباو لماذا لا نرجع إلى أصولنا الثقافية و الهوية الخصوصية بنا بعيدا عن " التزمير و التطبيل" لحفلات تجارية بحتة وأين الحراك الثقافي في فصل الشتاء بالجهة و ماذا ننتظر لصيانة بعض المنشآت الثقافية التّي أصبحت تنذر بالخطر بما فيها دار الثقافة الشيخ ادريس و مقر النهضة التمثلية و قصر المؤتمرات؟ *لماذا تحرم بقية الجمعيات الثقافية للنّشاطبمقر مسرح الهواء الطلق ببنزرت لتنفردباستغلال هذا الفضاء الجمعية الثقافيةالمشرفة على مهرجان بنزرت الدولي؟ أليس في ذلك تحيز لجمعية معيّنة و مظلمة للبقية فأين العدالة الثقافية و الحال و أنّه على ملك البلدية.؟ *ضرورة تشييد معهد ثانوي جديد ببنزرت أمام الاكتظاظ الذي تشهده بقية المعاهد و الزامية بناء مقر جديد لمندوبية التعليم منفصلا تماما عن مركز التكوين و لماذا لا تعود النوادي الثقافية للنشاط بالمدارس الاعدادية و المعاهد الثانوية لحفظ أبنائنا من المسارات الخطيرة الأخرى التي تلاحقه. *هل نحن راضون عن المشهد الثقافي الحالي و قد سيطرت عليه مهرجانات في شكل شركات تجارية أكثر منها ثقافية لا تفكر إلاّ في انتعاشة صناديقها على حساب الدور الأصلي لها في نشر الوعي و الثقافة أو على الأقل في التوفيق بين ما هو ثقافي و ما هو تجاري؟. *لماذا لا نؤسس مهرجانا كبيرا للأدب و الشعر و الحال وأن الجهة تعج بالكفاءات على غرار بعض الجهات بداخل الجمهورية و لماذا لا نكوّن لجان مصغّرة تعمل على محاورة معيّنة في المجال الثقافي و التربوي. ليختم هذا اللقاء بكلمة السيدة خديجة التومي بصفتها رئيسة هذه اللجنة بالقول و أنّ للبلدية في المجال الثقافي صلاحيات مختلفة منها ما هو خاص بالبلدية و منها ما هو منقول من المركز إلى الجهة و منها أيضا الصلاحيات المشتركة و ذلك حسب ما خوّله دستور البلاد و التّي دعت الحضور، بعد تشكيل لجان فرعية متخصصة، إلى الاجتماع القادم لها و ذلك يوم 30 أوت 2018 بمقر البلدية.