رغم أن قيادات الحزبين وهنا نقصد النهضة والتيار الديمقراطي كانوا حلفاء ضمن "الترويكا" وهذا في فترة حزب المؤتمر وحصول انشقاقات منه فان هذا لم يمنع اليوم ما يمكن أن نصفه بالعداوة بين قواعد الحزبين .هذه العلاقة التي باتت متوترة جدا ليست وليدة اللحظة بل تفجرت منذ فترة وتحديدا خلال انتخابات 2014 وبعدها حيث اتهم نهضويون التيار بكونه يسعى لاستقطاب أنصار احزبهم . فعليا فانه لا يمكن نفي حصول هذا تماما فجزء من الذين صوتوا للنهضة في 2011 أعطوا أصواتهم لأحزاب أخرى بما فيها التيار وذلك كردة فعل على تحالف الحركة مع نداء تونس . لكن الأزمة الحاصلة اليوم أخذت بعدا آخر حيث استغلت قواعد للنهضة موقف حزب التيار المساند للمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث ودعوته لاعتماد القانون الوضعي ليشنوا عليه حملة كبيرة وأيضا على مؤسسه محمد عبو لكن للموضوعية فانه لم يسجل انخراط قيادات للنهضة في هذا السجال وهذه الحملة. الأمر الذي حرك كل هذا كان نصا كتبه محمد عبو على حسابه في الفيسبوك عبر فيه عن موقف الحزب بوضوح وفيه أيضا انتقاد للنهضة وتوجهاتها وخياراتها وهو ما يفسر ما اعتبره التيار حملة من قواعد النهضة ضده.