قبل اندلاع الثورة بأيام قليلة تناولنا موضوع سائقي سيارات الاجرة التاكسي والتعريفة الجديدة على العداد. وقد ثبت وقتها ان اغلب المهنيين يرفضون تلك الزيادة ويعتبرونها بمثابة النقطة التي ستؤدي الى القطيعة بينهم وبين الحرفاء وستساهم بالتالي في دعم حظوظ سيارات النقل الريفي والتاكسي الجماعي باعتبار وأن الحريف سيهجر التاكسي بسبب الزيادة ويفضل عليها سيارات النقل الاخرى وحافلات الرفاهة.. وبعد الثورة تغيرت مطالب هذا القطاع من المناداة بالتخفيض في سعر المحروقات عوضا عن الزيادة في تعريفة العداد، الى المناداة والمطالبة بالعديد من التحسينات والإصلاحات والتحويرات في مجمل النقاط المتعلقة بهم .. التخفيض في سعر السيارات وتعديل مبلغ التامين وقد أكد السيد علي الفهري رئيس الغرفة الوطنية لسيارات الاجرة التاكسي ل«الصريح» في هذا الخصوص انه من أولى اهتمامات أهل القطاع هو التخفيض في سعر المحروقات على الاقل بالنسبة الى سيارات الاجرة، هذا بالاضافة إلى المطالبة بالتخفيض في سعر السيارات المخصصة للتاكسي على غرار «الكيا» و«البولو» والتي يعتبر ثمنها مرتفعا جدا مقارنة بنظيره في الدول الاخرى، فهذه السيارات تباع مثلا في الجزائر ب9 آلاف دينار فقط لكن في تونس يصل ثمنها الى 25 الف دينار فما فوق ولا لشيئ الا لانها كانت في السابق تابعة لصخر الماطري صهر الرئيس المخلوع بن علي ..ويعتبر التأمين من ابرز النقاط المطروحة للنقاش وللاصلاح والتعديل فهو يقدر ب1800 د سنويا أي اغلى بكثير مما هو موجود في اوروبا ..ويرى الفهري أن سيارات الاجرة التاكسي لا تتسبب بكثرة في الحوادث مما يعني أن هذا المبلغ مرتفع وبالتالي فإن أهل المهنة يطالبون بمراجعته وبالعمل على التخفيض فيه ..وبالنسبة إلى الفحص الفني يرى المهنيون وعلى رأسهم رئيس الغرفة الوطنية أنه من المعقول أن يجرى كل سنة خلال العشر سنوات الاولى على ان يصبح كل ستة اشهر خلال الخمس سنوات التالية وليس كل ثلاثة اشهر مثلما يحصل الان خاصة وانهم يجرون الفحوصات اللازمة على سياراتهم من تلقاء انفسهم بصفة شهرية تقريبا وليسوا في حاجة الى "الفازيتة "التي تكلفهم وقتهم واموالهم .. التخفيض في سن التقاعد والمطالبة بتوحيد الاداءات ومن النقاط الاخرى التي طرحها سائقو سيارات التاكسي وطالبوا بتعديلها ايضا باعتبارها هامة ومؤثرة على مردودهم وعلى أرزاقهم هي مسألة الاداءات المجحفة، ويرى علي الفهري أنه من الاجدر إلغاء الاداء لفائدة البلدية لانه من واجبها خدمة المواطن ولا يعد خدمة لسيارات التاكسي أن تخصص علامات في المحطة وتضع كراسي لكبار السن وواقيات من الشمس والامطار "تيندة " كل ذلك يعتبر خدمة للمواطن وليس للتاكسي ..وبالاضافة الى ذلك فان الاداءات غير موحدة أي ان كل قباضة تحدد الاداء مثلما تريد هي ولا يوجد أي مقياس لتحديدها وبالتالي فانهم يطالبون بتوحيد الاداءات ..ويضيف السيد الفهري ان مهنة سياقة التاكسي متعبة ومنهكة للاعصاب والاحرى ان يكون سن التقاعد اقل من ستين سنة أي في حدود 55 سنة مثلا ...ومن المطالبة بالتقليص في سن التقاعد الى المطالبة بالزيادة في حرية الجولان وذلك بالغاء العمل وفقا لنظام الخطوط خاصة وان 15 الف سيارة تاكسي تجول اقليمتونس الكبرى ولا يحق لها الخروج عن خط الاقليم وهي مساحة ضيقة للجولان والمهنيون يطالبون بتوسيعها وبتمكينهم من حرية مطلقة للجولان في شتى الانحاء ..ونقاط اخرى ايضا ستطرحها الغرفة الوطنية لسيارات الاجرة التاكسي على وزارة النقل للنظر فيها على غرار القروض البنكية والضمانات التعجيزية وطريقة اسناد الرخص وتركيب الغاز في السيارات وما الى ذلك من مواضيع قابلة للدرس بعد طرحها على طاولة الوزير.