لماذا تحتاج أرمَلَة القذّافي إلى قَرارٍ مِن مَجلِس الأمن الدَّوليّ لزِيارَة ابنَتِها وأحفادِها فِي سَلطَنة عُمان؟ وهَل تُهَدِّد فِعلاً الأمن والسَّلام الدَّوليين حتّى يَتِم تَقييد تَحَرُّكاتِها؟ ولماذا يتجاهَل المجلس ما يَجرِي في ليبيا من مَجازِرٍ حاليًّا؟ أصابَتنا السيِّدة صفيّة فركاش، أرمَلة العَقيد الرَّاحِل معمّر القذافي، بحالةٍ من الغَضب والإحباط في الوَقتِ نَفسِه عندما كَشَفَت، في رِسالةٍ نادِرةٍ لها، بأنّ أطرافًا دوليّةً ما زالَت حتّى اليوم تُضايِقها لأنّها كانَت زَوجةً للرَّجُل الذي “مَزَّق مِيثاق الأُمم المتحدة”. السيِّدة صفيّة كَشَفَت “أنّ المُؤسَّسات الأُمميّة تَضَع العَراقيل بهَدف حِرمانِها من رؤيَة ابنَتِها وأحفادِها بطَريقةٍ لا يُمكِن اعتبارها إلا استفزازيّةً، وتَغيب فيها كُل الجَوانِب الإنسانيّة”، وهِي مُحِقَّةٌ في هذا التَّوصيف، وربّما كانَت أكثَر تأدُّبًا عِندَما لم تذهَب إلى ما هُوَ أبعَد مِن ذَلِك. إنّها قِمّة اللاإنسانيّة أن تحتاج السيِّدة فركاش إلى انعقادِ مجلس الأمن الدوليّ للتَّشاور للبَتْ في طَلبٍ تقدَّمت بِه لزِيارَة ابنتها عائشة وأحفادِها الذين يُقيمون حاليًّا في سَلطَنة عُمان، بمُبادَرةٍ مِن حُكومَتها بعد أن تقطَّعت بِهِم السُّبُل ولم يَجِدوا مَكانًا يَلجَأون إليه بعد إغلاقِ كُل الأبوابِ والحُدود في وجوههم، وباتَت حياتَهُم مُهَدَّدةً. لا نَعرِف ما هِي الجَريمة التي ارتكَبتها هَذهِ الأرمَلة، وحَوّلتها إلى خَطَرٍ يُهَدِّد الأمن والسِّلم الدَّوليين، وتَحتَاج زِيارَتها لأحفادِها إلى اجتماعٍ لمَجلِس الأمن الدَّوليّ، وهِي التي لم تَنخَرِط في أيِّ عَمَلٍ سِياسيٍّ، وظَلَّت بَعيدةً عن الأضواء لأكثَر مِن أربعين عامًا