العلاقة بين الانقطاع المبكر عن الدراسة وتفشي ظاهرة أطفال الشوارع ثابتة ومؤكدة وعندما نتحدث عن أطفال الشوارع نعني بهم من انقطعوا عن الدراسة في سن مبكرة وباتوا بلا شاغل يملأ أوقاتهم لينضاف الى هذا الانتماء الى عائلات معوزة وفقيرة بالتالي لا يكون هناك طريق الا الارتماء في الشارع . أي من يتركون عائلاتهم لأسباب اجتماعية واقتصادية في الغالب أطفال الشوارع بهذا المقياس نوعان:الأول هم الذين يقضون جل وقتهم في الشارع لكن في نهاية النهار هناك منزل وعائلة يؤوون اليها والنوع الثاني الأطفال الذين ينفصلون عن عائلاتهم كليا بسبب طردهم أو عدم الرغبة في العيش في ظل تلك العائلة بسبب الفقر والظروف الاجتماعية الصعبة. هؤلاء الأطفال يتم استغلالهم من قبل اما عائلاتهم أي برميهم في معترك الحياة للعمل أو من قبل مافيات تحترف التسول والتجارة الممنوعة مثل المخدرات. للأسف ليست هناك في بلادنا دراسات واحصائيات توضح حجم هذه الظاهرة ومدى انتشارها بل الغالب هو عقلية التغاضي عنها أي أنها من المواضيع المسكوت عنها أو المهمشة رغم أن وجودها بات واقعا وتكفي المعاينة المباشرة لمعرفة تفشي ظاهرة الاطفال المشردين او الذين يستغلون رغم ان القانون التونسي وخاصة الجديد منع بشكل قطعي وزجري تشغيل الأطفال او استغلالهم بل ويلزم عائلاتهم بأن يواصلوا دراستهم وتمدرسهم الى سن السادسة عشرة. وفق الارقام فان نسبة الانقطاع عن الدراسة في سن مبكرة وصلت في حدود 10 بالمائة بعد ان كانت منذ سنوات لا تتجاوز نصف هذه النسبة وفق مركز التخطيط والدراسات بوزارة التربية فان الانقطاع المبكر عن الدراسة يكلف ميزانية الدولة 385 مليون دينار أي 13 بالمائة من ميزانية وزارة التربية وهذه احدى التبعات السلبية لهذه الظاهرة التي باتت تتوسع عاما بعد عام لأن التبعات الأخرى اجتماعية وأهمها وأخطرها كما ذكرنا الضياع في الشارع أو التحول الى وضعية التشرد والتسول. .