ما شهدته بلادنا في الايام الاخيرة من تقلبات جوية تسببت في نزول امطار غزيرة على منطقة الوطن القبلي( مختلف معتمديات ولاية نابل) كانت بكميات قياسية ترتبت عنها اضرار مادية كبيرة ولكن والحمد لله لم تكن مثلها الاضرار البشرية فقد كانت قليلة ونحتسب من مات منهم نتيجة هذه التقلبات الجوية عند الله ونسال الله له الرحمة ولاهله جميل الصبر والسلوان وكل نفس ذائقة الموت وانا لله وانا اليه راجعون ولا يملك المؤمن العاقل الا ان يقول(دفع الله ماكان اعظم) و عليه ان لا يتأخر عم المساهمة بكل ما اؤتي من امكانيات في المجهود المبذول على الصعيدين الجهوي والوطني للتخفيف على اخوانه المصابين في ارزاقهم ومساكنهم وسائر ممتلكاتهم فذلك هو صميم الواجب الديني و الوطني والانساني( ومن فرج على مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه ومثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى... والنصوص الدينية عديدة في هذا السياق) وكم كنا نود لو ان وسئل الاعلام من اذاعات وتلفزات وما اكثرها في بلادنا لو استفادت من هذا الرصيد من النصوص الداعية الى التضامن بين ابناء الوطن الواحد لتقوية لحمة الاخوة فهذا المجال هو ميدان التنافس الذي يفيد العباد والبلاد وسواه شعارات خلابة وزبد يذهب جفاء هذا الذي حدث في بلادنا لا يقاس ولا يقارن من كل النواحي بما تعيشه هذه الايام اندونيسيا ذلك البلد الشقيق من محنة قاسية ونكبة اتت على الاخضر واليابس وذهبت ضحيتها أعداد كبيرة من الانفس البشرية( ما يقارب الالفين) ولايزال الكثير غيرهم تحت الانقاض ولاتزال البراكين تثور مسببة في الهلع الشديد مما دفع متساكني المناطق المنكوبة الى فرار جماعي الى اماكن امنة تاركين وراءهم املاكهم و بيوتهم المهدمة تنطلق منها الروائح الكريهة حيث تتوالد الجراثيم الفتاكة التي تتسبب في الاوبئة والامراض المعدية وليست هذه اول مرة تتعرض فيها اندونيسا الى مثل هذه النكبة فقبلها تعرضت الجزر التي تتكون منها اندونيسيا الى جوائح لا تقل قوة عن هذه التي تشهدها حاليا اندونيسيا .انها جوائح طبيعية بعضها يعود الى عوامل جغرافية ومناخيو والبعض الاخر بسبب ما ظهر من فساد في البر والبحر بفعل الانسان(ظهرالفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس)من نلوث واستنزاف للموارد والثروات الطبيعية وغيرها يذهب البعض وبمبالغة وتعسف الى انها من قبيل تعجيل الله لعباده بالعذاب في الدنيا جراء ما اقترفوه من ذنوب ومعاص مغتنمين ذلك ليكون مادة لخطبهم الوعظية الترهيبية غير منتبهين الى ان هذه الجوائح كثيرا ما تقع في مناطق اهلها ابعد ما يكونونون عن اقتراف الذنوب والمعاصي والمظالم ما المني شديد الالم وانا اتابع مشاهد ما يجري في اندونيسيا ان المسارعين الى تقديم النجدة والمساعدات هم افراد وجمعيات من المجتمع المدني في بلاد الغرب هذا الذي يعتبره بعض المسلمين ممن يؤويهم هذا الغرب ويمكنهم من ضروريات العيش الكريم كفارا ودارهم دار حرب ويدعون ربهم بان يجعلهم هم واموالهم غنيمة للمسلمين هؤلاء الغربيون شبانا وكهولا وحتى شيوخا هم من ركبوا الطائرات في اسرع ما يمكن من الوقت ونزلوا في المناطق الاندونيسية المنكوبة معرضين انفسهم لكل انواع المخاطر
نعم في الغرب جشع وفي الغرب عنصرية وفي الغرب غطرسة وتسلط نسمع ونرى كل يوم مظاهره ولكن في الغرب انسانية ونجدة وفي الغرب شعور بآلام الفقراء والمرضى وضحايا المجاعات والجوائح الطبيعية نرى كل ذلك ونشاهده في قوافل المتطوعين من اطباء وفنيين مختصين في الانقاذ واطارات شبه طبية كلهم جاؤوا من بلاد الغرب اين من ذلك السبات العميق على مستوى الرقعة العربية والاسلامية بشعوبها المغلوبة على امرها وبمنظماتها وهياتها وما اكثرها والتي تتصرف في اموال طائلة و التي يبدو انها مخصصة لغير هذا المجال افبعد هذا الذي نرى ونشاهد من شبه لامبالاة تصدقنا اجيالنا الصاعدة ومختلف مكونات امتنا اننا امة البنيان المرصوص والجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى واتساءل بيني وبين نفسي قائل ماذا قدم البلد المجاور ماليزيا الذي ظل البعض وظللنا معهم نعتبره النموذج للاسلام الحضاري ماذا قدمت ماليزيا لشقيقها الشعب الاندونيسي المنكوب في هذا الظرف العصيب الذي يمر به ام ان ماليزيا مشغولة بملاحقة ومحاسبة رئيس وزرائها السابق وزوجته الذين استحوذا على مبالغ طائلة جدا تعذ بمئات المليارات من الدولارات حصلا عليها بحكم المسؤولية وحولاها الى حساباتهما الخاصة يبدو اننا كلنا في الهم شرق