ونحن في 2018 فالأصل بعد عقود على الاستقلال وبناء الدولة العصرية والمجتمع الحديث ان نتحدث عما نمتلكه من لأطباء وعلماء لكن المفارقة هي أننا نتحدث عن عدد العرافين و" العزامة" أو كما يسمون أنفسهم مختصين روحانيين. ولا ندري ما علاقتهم بالروح. من الطبيعي أن نتحدث عن مدى تقبل التونسي للعرافين لكن ما يلفت الانتباه بدرجة أولى ليس هذا المعطى بل التزايد الكبير في عددهم العرافيبن. وفق ما أعلن من أرقام يوجد حاليا بتونس ما لا يقل عن 145 ألف عراف جلهم يعمل وينشطون بلا ترخيص ولا أي اجراء قانوني بل أن النسبة الأكبر صار لها اما مكاتب خاصة كما الأطباء والمحامين أو العدول وجزء آخر يخصص شقة لنشاطه.بل أن هناك من له أكثر من مقر فتجد له مثلا مكتبا في العاصمة والآخر في سوسة أو صفاقس. الظاهرة يمكن رصدها بجولة في العاصمة و بعض المناطق الأخرى لترصد مؤشرات تعكس حقيقة هذه الظاهرة أي مكاتب العرافين والعرافات حيث أنهم صاروا يضعون لافتات لهم قرب لافتات أطباء ومحامين فتحت أو فوق أو الى جانب لافتة او لوحة مكتوب عليها مثلا طبيب مختص في أمراض القلب والشرايين أو أمراض الحساسية أو مختص في الطب النفسي والعصبي وعليها تخرج هذا الطبيب من كلية الطب بسوسة أو فرنسا أو غيرها مع كل هذا نجد لوحة ظاهرة خط عليها: عالم روحاني أو مختص في معالجة كل الأمراض المستعصية وبلا استثناء ويضيف بالماء والقرآن أي أن كتاب الله صار لهم وحدهم ليشفوا به من يشاؤون. هؤلاء يمارسون عمليات تحيل على الناس وسلب أموالهم وذلك باستغلال نقاط ضعفهم وأيضا بإيهامهم وخاصة من يتعرضون لمرض خطير او يتعرض له شخص من العائلة او المقربين. التحيل الثاني على الدولة ذاتها فهؤلاء الدجالين والعرافين باتوا يجنون مبالغ كبيرة من نشاطهم وبيع الوهم للناس من دون ان يلزموا بدفع لا ضرائب ولا غيرها اي أنهم يتحيلون على الجميع . هذه المهنة تقوم أساسا على أمرين يجب توفرهما في الشخص الذي يمتهنها .الأول هو الذكاء والقدرة على الاقناع و الثاني الذي يجب أن يتوفر في العراف او العزام هو حسن الترويج لنفسه وكسب أنصار كما من يدعون أن لهم كرامات