عبّر عدد من إطارات وعملة المعهد الوطني للزراعات الكبرى ببوسالم (ولاية جندوبة) عن تخوفهم من "المحاولات الجارية لنقل مقر المعهد من مدينة بوسالم إلى تونس العاصمة، على خلفية أغراض شخصية وغير مقنعة"، وفق قولهم. واعتبروا ان فكرة نقل المقر "مرتبطة بالمهمة الجديدة للمدير العام الذي انتخب عميدا للمهندسين، وعدم استعداده للإقامة بمقر السكنى الوظيفي التابع لإدارة المعهد وتمسكه بالإقامة بتونس العاصمة"، وفق تصريحاتهم. وتساءلوا عن "تطبيق المبادئ الجديدة التي أتى بها الدستور التونسي المصادق عليه في 27 جانفي 2014، وخاصة في ما يتعلق بمحور اللامركزية ومقاومة التفاوت الجهوي، خاصة وان تأسيس المعهد منذ سنة 2008 بعد ان تحول من المركز الفني للحبوب الى المعهد الوطني للزراعات الكبرى، جاء في إطار القرب من المناطق الإستراتيجية والمتخصصة منها في الزراعات الكبرى على غرار جندوبة وباجة والكاف وسليانة وبنزرت"، وأشاروا الى أن ولاية جندوبة "تعتبر اكبر منطقة سقوية بمساحة تناهز 40 الف هكتار، وتمتلك مخزونا مائيا استراتيجيا". واعتبروا ان "أية محاولة لنقل المعهد من بوسالم إلى تونس العاصمة، في غياب ملك خاص بالمعهد، وعزم مجلس إدارته الاعتماد على الكراء، هو هدر للمال العام، وهو أيضا اعتداء على حق الجهة في تنمية أراضيها وتشغيل عاطلي العمل بها واستنقاصا لدور المعهد الاجتماعي والاقتصادي فيها". في المقابل، لم ينف المدير العام للمعهد أسامة الخريجي ما يروج حول مساعي الإدارة لنقل المقر الاجتماعي والمركزي للمعهد، واعتبر ان "المساعي تهدف إلى حوكمة التصرف في التواصل المباشر مع الإدارات المركزية وفي مقدمتها وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري التي لازالت تحتضن اجتماعات المعهد والحد من نزيف التنقلات اليومية، وهدر الوقت". واضاف ان المساعي تاتي ايضا "في اطار الاستجابة للأهداف الرامية الى الاقتراب اكثر من الفلاح وجعل المعهد أكثر إشعاعا على بقية ولايات الجمهورية على غرار الوطن القبلي والشمال الشرقي والوسط مثل الشبيكة والقيروان والجنوب" حيث اعتبر انها "مناطق تشهد توسعا ملحوظا في الزراعات الكبرى"، وأشار الى ان "التخلي عن بعض منصات التجارب مثل ما حصل في ولاية نابل، هو نتيجة لبعد المقر المركزي عنها". يشار الى أن المعهد، الذي يشغل أكثر من 100 إطار إداري وفني وعملة وسواق، يهدف من خلال جملة من الدراسات والبحوث، إلى تطوير مزارع الحبوب والأعلاف الحيوانية والزراعات الصناعية والبقوليات، وترشيد النشاط الفلاحي وتأطير الطلبة وتبادل الخبرات.